أمجد الحداد: لن نعود للإغلاق.. و«NeoCov» الأكثر فتكًا بين جميع سلالات كورونا - حوار

يرى الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أن ظهور سلالات ومتحورات جديدة لفيروس كورونا أمر طبيعي ومتوقع طالما لم نصل إلى مرحلة المناعة المجتمعية، عن طريق اللقاحات وتطعيم جزء كبير من المجتمع، ولكن المعضلة هل وتيرة المتحورات تتجه للأضعف أم للقوى؟، وهذا ما سنراه في الفترة المقبلة.
المتحورات الجديدة تبدو أكثر خطورة من حيث الانتشار مثل أوميكرون، الذي يعتبر أكثر عدوى من دلتا وهكذا.. هل هناك أنباء عن متحورات أو سلالات أخرى في الفترة الحالية؟
بالطبع رصد علماء في الصين سلالة جديدة من فيروس كورونا، «NeoCov»، مرتبطة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS-Coronavirus، وتعبر هذه السلالة الأكثر فتكًا بين جميع سلالات كوفيد 19، لكن ما تم رصده هو انتقال المتحور بين الخفافيش بسرعة فائقة، ولم يثبت حتى الآن إصابة أي شخص حول العالم بالتمحور الجديد، وعلى كل حال هناك أمل أن تكون المتحورات القادمة أقل خطورة من سابقتها نظرًا لاكتساب شريحة كبيرة من البشر مناعة ضد الفيروس.
ما موقف مصر من تطوير اللقاحات بحيث تصبح أكثر فاعلية في مقاومة المتحورات الجديدة؟
مصر من الدول التي رصدت مبالغ ضخمة لمواجهة الجائحة وخصصت 100 مليار جنيه لدعم القطاع الصحي خلال كورونا، و600 مليون دولار لشراء اللقاحات، إضافة إلى 152 مصنعًا لتوفير العقاقير والأدوية، ولدينا احتياطي استراتيجي كبير من أجهزة التنفس الصناعي، وتم توفير جميع أنواع اللقاحات، وهناك أكثر من 63 مليون مواطن حصلوا على اللقاح، وما يقرب من نصف مليون حصلوا على الجرعة الثانية، فضلًا عن تجهيز 1500 مركز لإعطاء اللقاحات، ولا نعاني من أية مشكلات في هذا الصدد، بل نعتبر أول دولة إفريقية، تخفض سن تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا «فايزر» للأطفال إلى 5 سنوات، وأول دولة عربية تتيح اللقاح لمواطنيها بالمجان.

هل يحتاج المواطنين إلى أكثر من 3 جرعات في المستقبل؟
ما يهمنا الآن أن يتلقى المواطنين جرعتي اللقاح أولًا ثم نبدأ في الحديث عن الجرعة الثالثة، وبعدها قد يتحول الفيروس إلى صورة جائيحة لفيروس متوطن يتم التطعيم له سنويًا.
معظم الذين تمت إصابتهم يكشفون أنهم حصلوا على جرعتين وثلاث من اللقاح، فهل باتت اللقاحات الحالية غير فعالة؟
ليس ثمة أزمة في هذا الأمر لأن الذين يصابوا بالفيروس أو متحوراته بعد حصولهم على اللقاح تكون إصابتهم من الدرجة البسيطة، لأن اللقاحات تحميهم من المضاعفات القوية، التي قد تؤدي إلى الوفاة وهذا هو الأهم والدور الذي من أجله تم تصنيع اللقاح.
هل فكرة انتهاء الجائحة واعتبار فيروس كورونا من الماضي باتت ضربًا من الخيال؟
لابد من يوم تنتهي فيه الجائحة وعلى مر العصور والتاريخ الوبائي للفيروسات لم تستمر أي جائحة بشكل دائم مع البشر، لكن الفيروس نفسه لن يختفي وسيظل موجودًا مثل الإنفلونزا، وما سيحدث في المستقبل انخفاض الصورة الوبائية لكورونا على مستوى العالم.
هل ستعود مصر لفرض الإغلاق مجددًا في ظل تجاوز مؤشر الإصابات اليومية حاجز الـ2000 إصابة لأول مرة منذ اكتشاف الفيروس في مصر قبل نحو عامين؟
لن نعود مرة أخرى للغلق، لأن الدولة تتبع إجراءات وقائية ومنظومة لقاحات فعالة فبالتالي نسب دخول المستشفيات والحالات الحرجة أقل، ونسب الوفيات أيضًا منخفضة، ولا تعنينا زيادة الإصابات بقدر تكدس المستشفيات أو وجود أي عجز طبي، وذلك لن يحدث لأن مصر توفير الرعاية الصحية في المستشفيات وأجهزة التنفس الصناعي والأدوية واللقاحات وهذا ما يجعلنا نقول إننا نستطيع تجاوز أية أزمات مقبلة في طريق الغلق.