الطريق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 10:40 مـ 24 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
فيديو| واشنطن في ورطة.. ماذا يحدث في البنتاجون تحت قيادة “هيجسيث”؟ الإرشاد الزراعى بالبحيرة ينظم ندوة إرشادية عن تحميل السمسم على القطن موسم 2025 بعدد من الفعاليات.. قصور الثقافة بالغربية تحتفل بذكرى تحرير سيناء محافظ الغربية ورئيس جامعة طنطا يدشنان انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي الأربعين لكلية الطب انطلاق فاعليات المؤتمر السنوي لكلية طب طنطـا بعنوان”المستشفيات الجامعية ما بين التحديات والمستقبل فى ظل الجمهورية الجديدة” تنفيذًا لتوجيهات محافظ دمياط.. السكرتير العام يرأس اجتماع لمناقشة آليات تطبيق منهجية الإدارة ”MBO” وزير الخارجية والهجرة يلتقى مع لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب قرار عاجل من البنك الأهلي المصري لجميع العملاء بشأن شهادات الادخار تنفيذًا لتوجيهات محافظ بورسعيد.. حي المناخ يواصل حملاته المكثفة لإزالة الإشغالات والمخالفات بمناسبة اليوم العالمي للكتاب: ٢٥% خصم على إصدارات دار الكتب والوثائق القومية جامعة طنطا تطلق مبادرة ”المعرفة حياة” بالتزامن مع تصدرها قائمة الجامعات المصرية في محو أمية المواطنين وزير الخارجية والهجرة يلتقى مع رئيس مجلس الشيوخ

مقال… حكاية بنت اسمها دينا

اليوم سأحكي لكم حكاية عن طبيبة جِرَاحة مصرية ماهرة تعمل في دولة عربية ما. مغتربة تعيش بمفردها وتحقق ذاتها باجتهاد. بنت "بميت راجل". رقيقة وذات عيون ساحرة، تمشي على العشب فلا ينثني كما كان يقول الدكتور أحمد خالد توفيق. وسط تفانيها ونشاطها أصيبت بفيروس كورونا خمس مرات، آخرها كان دلتا المتحور. ويبدو أن "بعبع العصر" توقف أمام طيبة قلبها، فاكتفى بترك أثره على رئتيها بعد أن كانت تبصق دماً، وتتنفس بصعوبة، ودرجة حرارتها أقرب للغليان. أخذ استمتاعها بتذوق الأطعمة، وشم روائح الحياة من حولها. ربما تركها لأنها أعظم منه. ووسط العجز الذي عشته كصديق لها، لم أجد حتى كلمة أطبطب به على روحها، قلت لها أنها بطلة، فقالت لي "قضا أخف من قضا".

كأن الله يثبت لنا صدق تلك الجملة بعد أن اختَبَرنَا منذ عام 2020 قضاءه معترضين رغماً عنا. لم نتفكر في تاريخ البشرية التي وقفت عاجزة أمام الطاعون مثلاً، والذي كان يُرمَزُ له برجل يتشح بالسواد ويمسك منجلاً يحصد به الأرواح. أمراض مثل الجدري، الإيبولا والسرطان، فيروس سي وشلل الأطفال، كانت موجودة ثم توحشت، تماماً كالكورونا. ورغم ذلك ما زلنا نتعامل معه باستهتار غريب. فماذا لو كان قضاؤه التالي مرضاً غريباً آخر، وليكن مرض الإنهيدونيا مثلاً؟

يقول بعض الأطباء أن الإنهيدونيا بجانب كونه مرضًا نفسيًا، فهو قد يأتي كعرض جانبي للمتعافين من الكورونا، فالمرور بتلك التجربة يصيبهم بالإكتئاب نتيجة الضغوطات والخذلان والوحدة أثناء العلاج وبعده. فهو حالة تابعة تجعل الشخص يفقد القدرة على الشعور بالمتعة وبالشغف حتى لو كان يمارس نشاطاً ترفيهيا يحبه. وسبب ذلك علمياً حدوث تغير في المنطقة الجبهية من القشرة الدماغية، مما يؤدي إلى حدوث تغيير في عملية إنتاج الدوبامين المسئول عن الشعور بالسعادة.

الحقيقة أن مجرد تخيل هذا العرض الذي تشعر دينا أنها مصابة به مرعب. ماذا لو بطريقة ما تحول إلى "بعبع العصر الجديد"؟ هل سنتحمل أن نفقد متعة العناق رغم التقارب؟ كيف ستكون ملامح وجوهنا في ألعاب الملاهي؟ هل ستنتهي الشيكولاتة والآيس كريم من حياتنا؟ هل سيخفت صوت الضحكات من حولنا؟ والأهم من ذلك، هل سنفقد الشعور بالحياة نفسها؟.

رغم أنه احتمال نادر، لكن الإستمتاع بالحب، وبالدعم يستحق منا السعي لمحو هذا الإحتمال. اللقاح حتى لو كان دوره مجرد تقليل الأعراض أصبح ضرورة، والإيمان بأن القضاء خفيف واجب. مازال في الحياة الكثير يستحق العيش رغم الضيق.

وربما كان دور الدعم لمن يمتلكون أمراضاً تتطلب حياتهم التعايش معها مثل الروماتويد والسرطان وأمراض القلب والسكر والمناعة مجهوضاً حتى أصبح لدى البعض للأسف أشبه بالاعتياد. هؤلاء جبال يمكن لابتسامة صافية أن تصنع فارقاً في رحلتهم. لا يستحقون نظرات الشفقة، فهل يوجد فرد عاقل يشفق على جبل؟

التجربة التي حكتها لي قاسية. وبسبب شعورها باليأس والإنكسار رغم قوتها، فهذا المقال –إن سمحتم لي- سأعتبره بمثابة حضن تقدير، مرسل من مصر بالبريد العاجل، إلى بنت بعينها من دمهم "مطرح ما تكون موجودة".

بنت اسمها دينا..

اقرأ أيضًا: ها الصيصان.. شو حلوين!