الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 05:56 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حياة النبي في رمضان| المضمضة والاستنشاق سنة عن الرسول خلال الصيام

يرغب الكثير من المسلمين في معرفة حياة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بشكل عام، وبالأخص ماكان يفعله في شهر رمضان المعظم؛ اقتداء بسنته وتنفيذا لأوامره صلى الله عليه وسلم، ويستعرض "الطريق" حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رمضان و وموضوعنا اليوم مع "مضمضة واستنشاق الرسول وهو صائم".

إن الله تعالى قد شرع الوضوء قبل الصلاة لمقاصد عديدة، وعلى رأس هذه المقاصد هي الطهارة والوضاءة وحسن الوجه والنظافة الحسية والبدنية، والصوم أيضا تحصيل التقوى، وتزكية النفوس، وتهذيب الأخلاق، فليست الغاية من الصوم إدخال الضرر أو المشقة على الصائم.

ويبين لنا الشرع الحنيف أن من المضمضة والاستنشاق سواء كانت أثناء الوضوء أو خلال الأوقات العادية غير الصلاة، يحفظ الفم والأنف من الميكروبات التي تتراكم ووترسب فيهما بسبب الغبار المتواجد في الهواء، والحاصل أن الصائم في نهاره يستنشق ويتمضمض مرتين خلال الظهر والعصر وغيرهما، وربما قد يدخل في حلق أحدنا الماء خلال تلك الفترة.

اقرأ أيضا: حياة النبي في رمضان.. زواج الرسول من ”زينب بنت خزيمة”

وبين لنا نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه ضوابط ذلك كما يلي: إن ترك المضمضة والاستنشاق في الوضوء أثناء الصيام ليس من الاحتياط المبرر، وإنما هو من التنطع غير المحبذ به، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام للقيط بن صبرة: "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً"، فلم ينهه عن أصل الاستنشاق وإنما عن المبالغة فيه.

وفي هذا الإطار، قد أفتي الدكتور علي جمعة، مفتي اليار السابق: "بخصوص حكم دخول الماء إلى الحلق في أثناء المضمضة بغير عمد، لا يفسد الصيام، ولا ضرر في ذلك، ويكون الصيام صحيحاً ويجب على الصائم ألا يجعل الوساوس تُفسد صيامه، لأن هذا إن حدث فسيكون رغماً عن الإنسان، وهو مثل غبار الطريق".

وعليه فلا ينبغي للصائم أن يترك المضمضة عند الوضوء بحجة خشية وصول الماء إلى الحلق، لأن المضمضة سنة عن النبي، والله تعالى قد يسر علينا بدليل ما جاء في سورة البقرة :"يريد الله بكم اليسر ولا يري بكم العسر.. إلى نهاية الآية".

حكم المضمضة لتحفيف عطش رمضان

من العلماء من قال بالكراهة، ومنهم من أجازها بغير كراهة، وعند الإمام مالك ومذهبه تجوز المضمضة لأجل العطش ونحوه وتكره لغير موجب، وقد قال أبو بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي، قال :"ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش أو من الحر".