في ذكرى رحيل سيد مكاوي.. كيف أصبح أيقونة ”المسحراتي” في شهر رمضان (فيديو)

بجلبابه وطبلته ونظرته المميزة وعوده الأثير، ومن على كرسيه، وأشعار فؤاد الحداد، وبهذه الكلمات ''اصحى يا نايم وحد الدايم وقول نويت بكرا إن حييت الشهر صايم.. اصحى يا نايم وحد الرزاق" عبر أثير الإذاعة كان يشدو لشاعر العامية الكبير فؤاد حداد في حلقات المسحراتي على مدار الشهر الكريم.

هكذا كان سيد مكاوي، "مسحراتي الشعب" وصاحب "الليلة الكبيرة" و"شيخ الملحنين"، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته تزامنًا مع شهر رمضان المبارك، ليستعيد الجمهور ذكريات شخصية المحسراتي الذي كان وما زال أشهر من قدمها رغم كثرة من قدموها قبله.

ورغم أنه قدم برنامج "المسحراتي" عبر الراديو إلا أنه استطاع أن يخلد اسمه من خلاله، وكان يقدم من خلاله نصوصا شعرية غنائية تسرد جوانب من تاريخ النضال القومي العربي وتستعرض بعض تفاصيل الحياة اليومية في مصر، حتى ارتبط اسمه بالشهر الكريم وأصبح أيقونة ورمز شهر رمضان الكريم على مدار سنوات.

بداية عمل سيد مكاوي على تقديم شخصية المسحراتي

كانت الإذاعة المصرية تعمل على تقديم حلقات "المسحراتي" طوالي شهر رمضان كام عام، وكانت تعهد لأكثر من ملحن لتقديم هذه الحلقات مثل مرسي الحريري وعبد العظيم عبد الحق، وكانوا يقدمونها على فرقة موسيقية، وفي العام الذي أسندت الإذاعة لسيد مكاوي تلحين عدد من حلقات المسحراتي اشترط عليهم أن يقوم هو بغنائها.

وكانت المفاجأة حينما قرر "مكاوي" تقديم المسحراتي بطبلته المميزة وجلبابه دون الفرقة الموسيقية، وبعدما قدم ثلاث حلقات فقط مشاركة مع باقي الملحنين، حققت تلك الحلقات فور إذاعتها نجاحًا لم يحدث من قبل، ما جعل الإذاعة في العام الذي يليه أن تقرر الاستغناء عن كل الملحنين المشاركين في ألحان المسحراتي وإسناد العمل كاملا لسيد مكاوي.

ماذا قال سيد مكاوي عن شخصية المسحراتي

وفي لقاء نادر نشرته مجلة المصور تحدث الشيخ سيد مكاوي عن بداية تقديم "المسحراتي" في الإذاعة والتلفزيون، وعن بداية معرفته بالشاعر فؤاد حداد، ووصف المسحراتي قائلًا:" ليست بمهنة في حد ذاتها، بل إن صاحبها يعمل بأي مهنة أخرى، وحينما يقبل شهر رمضان يؤدي ذلك العمل العريق".

كما تحدث مكاوي عن شكل المسحراتي قديمًا قائلًا: "أبوسريع فتوة الحي كان يدخل خناقات في الناصرية، وتجمع عليه فتوات كثيرون فطارت عيناه في الخناقة، وصارمسحراتي.

وأوضح مكاوي أن لكل مسحراتي أسلوبه الخاص في ممارسة عمله، فهناك الكوميدي الذي يتناول الشكل الضاحك أثناء عمله، ويلقي العبارات الساخرة والنكات، والمسحراتي الذي يحفظ أسماء كل أهل الحي وينادي عليهم بأسمائهم.

ميلاد ونشأة سيد مكاوي

ولد سيد مكاوي لأسرة فقيرة في حارة "قبودان" في السيدة زينب يوم 8 من شهر مايو عام 1928، وكان للفقر دورًا كبيرًا في مشوار حياته.

طفولته ومعاناته من الفقر وفقدان البصر

وفي طفولته فقد مكاوي بصره نتيجة رمد في العين لم تتمكن أسرته من تغطية تكلفة علاجه، لكن من باطن المحنة تولد المنحة فكان فقدان بصره عاملًا أساسيًا في اتجاه أسرته إلى دفعه للطريق الديني بتحفيظه القرآن الكريم، فكان يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة وكانت والدته تشتري له الأسطوانات القديمة من بائع الروبابيكيا، لحبه الشديد للموسيقى.

اقرأ أيضًا: سيد مكاوي ومحمد فوزي وشكوكو وعمار الشريعي.. مسحراتية شهر رمضان (فيديو)

بداية مشواره الفني

ولم يكن سيد مكاوي في بدايته مشواره في عالم الموسيقى مهتمًا بالتلحين، لكنه كان مهتمًا بالغناء وهو ما دفعه لأن يتقدم لاختبارات الإذاعة المصرية في بداية الخمسينات، وبعد فترة قصيرة تم تعيينه كمطرب بالإذاعة، كما أنه اعتاد التلحين لنفسه، ولم يغني في حياته سوى أغنيتين فقط من ألحان غيره.

ظل سيد مكاوي يغني ويلحن، لكن بدايته الحقيقية وبداية شهرته عندما لحن لشريفة فاضل أغنية "مبروك عليك يا معجباني يا غالي"، والتي حققت شهرة واسعة لتصبح الأغنية الرسمية للأفراح في مصر، ولم يلبث طويلاً حتى لحن لعبد المطلب "اسأل مرة عليّا" والتي حققت نجاحًا هائلًا، كما عشق الناس أغاني سيد مكاوي مع وردة، فمن هو من لم يطرب بـ "أوقاتي بتحلو"، أو "قلبي سعيد"، و"بحبك صدقني".