الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 05:53 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”مصر سترد في الوقت المناسب”.. تطورات مثيرة في ملف سد النهضة

سد النهضة
سد النهضة

عدة تطورات شهدها ملف سد النهضة الإثيوبي خلال الساعات الماضية، بعدما رفضت مصر المقترح الإثيوبي الذي يدعو لتشكيل آلية لتبادل البيانات حول إجراءات تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة، التي أعلنت إثيوبيا أنها تنوي تنفيذها خلال موسم الأمطار المقبل في صيف العام الجاري.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري أن مصر رفضت المقترح الذي جاء في خطاب تلقاه الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والرى من نظيره الإثيوبي، وتضمن العديد من المغالطات والادعاءات التي لا تعكس حقيقة مسار المفاوضات على مدار السنوات الماضية.

المقترح الإثيوبي يخالف مقررات القمم الأفريقية

وأكد أن المقترح الإثيوبي يخالف المقررات التي خرجت من القمم الإفريقية التي عقدت حول ملف سد النهضة، والتي أكدت ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، مضيفا أن هذا المقترح الإثيوبي لا يعدو كونه محاولة مكشوفة لاستخلاص إقرار مصري على المرحلة الثانية من الملء التي تنوي إثيوبيا تنفيذها خلال صيف العام الجاري حتى لو لم تصل الدول الثلاث لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة، مشددا على أن مصر ترفض أي إجراءات أحادية تتخذها إثيوبيا ولن تقبل بالتوصل لتفاهمات أو صيغ توفر غطاءً سياسيًا وفنيًا للمساعي الإثيوبية لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب.

وأكد على تمسك مصر بضرورة التوصل لاتفاق متكامل حول ملء وتشغيل سد النهضة، تنفيذا لأحكام اتفاق إعلان المبادئ المبرم في عام 2015، مضيفا أن مصر تحلت على مدار عقد كامل من المفاوضات بالمسئولية وأبدت قدراً كبيرا من المرونة من أجل التوصل إلى اتفاق على سد النهضة يراعي مصالح وحقوق الدول الثلاث وأنه أصبح الآن على إثيوبيا أن تتخلى عن تعنتها وتبدي الارادة السياسية اللازمة للتوصل الى الاتفاق المنشود.

الري: مصر جاهزة لكل السيناريوهات

من جانبه، خرج الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الري والموارد المائية، في حوار مع الإعلامي عمرو أديب، مقدم برنامج "الحكاية" كشف خلاله عن العديد من كواليس المفاوضات مع إثيوبيا وموقف مصر من الأزمة والملء الثاني للسد.

وأكد وزير الري أن الدولة المصرية لن تنتظر حتى يقع ضرر عليها من الملء الثاني للسد الإثيوبي، لافتًا إلى أن مصر لديها معلومات عن حالة السد وملء السد أكثر من إثيوبيا ذاتها، وأن الجهات الدولية تستشعر أن هناك خطرا وأزمة بسبب السد الإثيوبي، ومن الوارد جدًا أن يكون هناك تدخلا دوليا، سواء من الدول الأفريقية أو الدول الصديقة لحل الأزمة.

وشدد على أن مصر جاهزة لجميع السيناريوهات والاحتمالات، متوقعا أن تكون هناك مفاوضات أخرى مع إثيوبيا حول السد، مع التأكيد على أن أديس أبابا ستقدم بنسبة كبيرة على الملء الثاني للسد الإثيوبي، في ظل مشاكل داخلية لدى القيادة السياسية هناك.

كما أشار عبدالعاطي إلى العيوب التقنية المحتملة في السد الإثيوبي، لافتًا إلى أن الأخطاء وقت التشغيل في التوربينات واردة، فحال حدوث أي خطأ حتى لو بنسبة 1 في الألف، سيكون عليهم فكه وإعادة تركيبه مرة أخرى، لافتا إلى أن مصر سترد في الوقت المناسب بالطريقة التي تريدها.

تونس تؤيد مصر

وفي نفس السياق، أعلنت تونس تأييدها ودعمها لمصر في ملف السد، حيث قال الرئيس التونسي قيس سعيد، إنَّ هناك تقاربا وتطابقا في الرؤى بين مصر وتونس، سواء في مقاربتها أو في ضرورة حلها، مثل القضية الخاصة بالتوزيع العادل للمياه، وهي قضية السد الإثيوبي، مؤكدًا: "الأمن القومي المصري هو أمننا وموقف مصر في أي محفل دولي سيكون موقفنا"، مضيفًا خلال مؤتمر صحفي بقصر الاتحادية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي: "أقول ذلك عن قناعة تامة لأننا قرأنا التاريخ جيدًا ونستشرف المستقبل جيدًا ولن نقبل أبدًا أن يتمّ المساس بالأمن المائي لمصر، يجب أن نتحدث عن حلول عادلة لكن ليس على حساب مصر وعلى حساب أمتنا".

اقرأ أيضا: وزير الري: ”لو متفقناش مع إثيوبيا.. هيكون في مشكلة للجميع”

كما أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، أن الموقف التونسي يساند مساعي مصر والسودان التفاوضية مع إثيوبيا، وتطلع تونس لتسوية الخلاف بين الدول الثلاث من خلال الحوار، بما يفضي إلى اتفاق يخدم مصالحها في تحقيق التنمية، ويضمن أمن المنطقة واستقرارها، مشيرا إلى دعوة تونس لتفعيل جهود وساطة الاتحاد الأفريقي، والأطراف الدولية الأخرى الفاعلة للتوصل لحل دبلوماسي للأزمة.