الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 04:29 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حنفي جبالي.. الهادئ المتمكن ألزم النواب باللغة العربية ومنع الباشوية والبهوية

المستشار حنفي الجبالي
المستشار حنفي الجبالي

قدم نموذجا مثاليا لرئيس مجلس النواب خلال أسابيع قليلة

 

ألزم النواب باللغة العربية ومنع «الباشوية والبهوية» في المجلس

 

سيطر بهدوء ورصانة على مجلس النواب

 

"أتشرف بأنني أنتمي إلى أسرة بسيطة من ريف صعيد مصر".. جملة أطلقها المستشار حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب في دورته الحالية، خلال تقديمه بالجلسة الافتتاحية للمجلس منذ عجة أسابيع، والتي شهدت انتخابه رئيسًا للمجلس الجديد، ليبدأ حقبة جديدةً لمجلس النواب، يعيد فيها لكرسي رئيسه الهيبة والوقار والهدوء والرصانة والتمكن، النابعين من البساطة والقوة والأداء السلس المتماسك الذي يضفي على المجلس نفسه جوًا يهيئه لمناقشة مصالح البلاد والعباد، بعيدًا عن التوتر والعصبية والتفكك.

 

المستشار حنفي الجبالي، المولود في 14 يوليو 1949، والحاصل على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق بجامعة القاهرة سنة 1975، استطاع خلال الأسابيع القليلة التي جلس فيها على مقعد رئيس مجلس النواب، أن يقدم صورةً مختلفةً تمامًا عن سابقه، الدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس السابق الذي أصبح نائبًا بالبرلمان الجديد، فالجبالي صاحب الملامح الهادئة الوقورة الرصينة قدم أداءً لا يختلف عن تلك الملامح، استطاع من خلاله أن يكسب احترام النواب وتقديرهم وأمكنه السيطرة على الجلسات دون صوتٍ عالٍ أو انفعالٍ أو توتر.

 

 

الرجل الذي قضى حياته في دراسة القانون والعمل به وتقديم المؤلفات الخاصة به، استطاع أن يكون حاكمًا لمجلس النواب بقانون العقل والعدل والتمكن، وكأنه يجلس على تلك المنصة منذ عشرات السنوات، وليس منذ أسابيع قليلة، ذلك التمكن الذي ظهر منذ اللحظة الأولى لجلوسه على المنصة رئيسًا، ليلقي كلمته الافتتاحية التي وجه خلالها الشكر للمجلس على انتخابه ولسابقه على فترته وللرئيس عبدالفتاح السيسي على إنجازاته، تلك الكلمة التي ألقاها بنبرة هادئة مميزة قوية وبمخارج سليمة لا تخطؤها أذن.

 

حنفي جبالي

مخارج اللغة العربية السليمة التي ألقى بها الجبالي كلماته الأولى فوق المنصة كرئيس لمجلس النواب، لم تكن مجرد أمرعارض، حيث حافظ عليها بعد ذلك ليتبين أنها أسلوب تبناه وعاش به واعتاد عليه وأتقنه ويريد الاستمرار بها، فالرجل الذي كان حارسًا على الدستور كرئيس للمحكمة الدستورية العليا، أراد أن ينقل ثقافة اللغة العربية وقيمتها وأهمية استخدامها لنواب الشعب، مقدمًا درسًا في التمسك بالهوية العربية وعدم الانسلاخ منها، واضعًا نفسه كقدوة للنواب الممثلين للشعب، قدوة تقدم النموذج الأمثل والصورة المثالية للمواطن المصري العربي.

 

وعلى الرغم من إتقانه للغات الأجنبية ومشاركته ي العديد من المؤتمرات الدولية، وتقديمه أبحاثًا باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، ونشر أبحاثه فى المجلات والدوريات العربية والأجنبية، واختياره أمينا عامًا لاتحاد المحاكم الدستورية من قبل، وقدرته على فهم الكلمات والمصطلحات الأجنبية، إلا أنه من واقع مركزه ومنصبه ومسؤوليته، رفض أن تكون المصطلحات الأجنبية هي الأسلوب الدارج على لسان نواب الشعب كممثلين لهم، وحذف من المضبطة بض المفردات الأجنبية التي رددها بعض أعضاء المجلس.

 

"أرجو إلغاء الكلمة من المضبطة لأنها باللغة الانجليزية وأرجو من السادة النواب الحرص على التحدث باللغة العربية تماما".. كلماتٌ حاسمةٌ وصارمةٌ أطلقها المستشار حفني الجبالي بعد أن نطقت إحدى النائبات كلمة "كواليتي" كبديلٍ عن كلمة الجودة، ليضع قانونا جديدا للمجلس، مفاده أن اللغة العربية هي لغتنا الأم، وهي الوسيلة الأولى والوحيدة للتواصل، وأن النائب الممثل للشعب يجب أن يكون منهم متحدثًا بلعتهم لا فرق بينه وبينهم.

 

 

إزالة الفوارق الاجتماعية بين النواب والشعب كانت أحد الأمور المهمة التي قدمها الجبالي خلال أسابيع رئاسته لمجلس النواب، فكلمات مثل «باشا» و«بيه» و«بك» كانت من الكلمات المعتادة خلال جلسات مجلس النواب السابق، والتي لم يعترض عليها رئيسه حينها، إلا أن الجبالي منذ جلسته الأولى سن القانون الذي يجب اتباعه، مجلس النواب لا يوجد به «باشوات وبهوات»، فتلك الألقاب انتهت بلا رجعة وأصبح الجميع أفرادا من الشعب المصري، حيث طلب رئيس المجلس حذف كلمتي «بيه وباشا»، اللتان وصف بهما النائب جمال عبيد نائب السويس وكيلي المجلس من المضبطة.

اقرأ أيضا: عاجل | رعب الموجة الثالثة.. ماذا يحدث في مصر خلال إبريل المقبل؟

أداء المستشار حنفي جبالي لم يتوقف على استخدام اللغة العربية وإلزام النواب في المجلس بها خلال حديثهم، أو الإصرار على إزالة الفوارق الاجتماعية فقط، إلا أنه أظهر مهارةً خاصةً في إدارة الجلسات الساخنة التي استقبل خلالها المجلس رئيس الحكومة ووزرائها، حيث استطاع السيطرة على تلك الجلسة بهدوء ودون توترٍ أو صوتٍ مرتفع، بتنظيم كلمات النواب وتقليل عددها ومنع المكرر منها، كما أنه طالب النواب بتقديم بياناتهم العاجلة قبل الجلسات العامة لاستغلال الوقت، ليقدم الجبالي نموذجًا مثاليًا لرئيس مجلس النواب في أسابيع قليلة.

موضوعات متعلقة