الطريق
الخميس 19 سبتمبر 2024 06:58 مـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حفيدة إبليس| اتفقت مع 4 أشخاص بينهم طفلة لقتل ”تيتا حميدة”.. الجناة تركوا كنز دهب و200 ألف

سكن الجدة حميدة
سكن الجدة حميدة

لم تدر "حميدة" السيدة الثمانينية العمر، أنها ستُقتل داخل شقتها التي عاشت فيها لأكثر من 50 عاماَ، على مرأى ومسمع رفيق عمرها، وأن تكون حفيدتها التي ولدت على أيديها، العقل المدبر للجريمة.

نصف قرن من الزمان، عاشتهم حميدة منذ أن كانت تعمل موجهة بوزارة التربية والتعليم، رفقة زوجها الموظف بهيئة الاتصالات، وأولادهما الثلاثة، داخل شقتهما الكائنة بالطابق الأول، بعقار العائلة المكون من 5 طوابق بحارة صغيرة متفرعة من شارع الطناني بحي إمبابة شمال الجيزة.

الضحية عُرفت بكرمها وسمعتها الطيبة

عُرفت السيدة وزوجها بكرمهما وسمعتهما الطيبة وسط جيرانهما حيث كانوا ينادون الضحية.. "تيتا حميدة"، ويُسارع الكبير قبل الصغير على خدمتها وقضاء متطلباتها، بعد زواج أبنائهما الثلاثة، وكان يزورهما أولادهما بين الحين والآخر للإطمئنان عليهما، وقضاء متطلباتهما المنزلية.

اقرأ أيضا: حشيش في سيارة زوجة وزير الإستثمار السابق..نجله المدلل صدم موظف بمحكمة بولاق 4 مرات وعطل الموتور كشف المستور

الحفيدة على علم بحيازتها مبالغ مالية

جميع سكان العقار على علم بحيازة " حميدة وزوجها" مبالغ مالية كبيرة، إضافة إلى امتلاكها مشغولات ذهبية، وكان من بينهم.. حفيدتها المقيمة بالطابق الأخير من العقار، فخططت لقتلها نظراً لمرورها وزوجها بضائقة مالية، وذلك بالاشتراك مع شقيق زوجها وطليقته وطفلتها عمرها 11 سنة، إضافة إلى صديقته.

اقرأ أيضا: النيابة عن زواج القاصرات: مستغلين ومعرضين للخطر وعقود الزواج غير قانونية

مفيش جريمة كاملة

قعدة شيطان جمعت الجناه، ليتفق كل منهم على دوره في تنفيذ الجريمة حتى لا ينكشف أمرهم.. " مفيش جريمة كاملة"، وقبل الجريمة ببضع أيام توجهت العقل المدبر "الحفيدة"، إلى شقة والدتها الكائنة بالطابق الأخير، من العقار سكن الضحية، لتمكث رفقتها لتسهل الجريمة.. ' جاية أقعد معاكوا يومين'، وخلال هذه الأيام كان يتردد على الشارع المزدحم شقيق زوجها وطليقته وصديقته، لمراقبة الأوضاع، ووقت خلو الشارع من المارة لتحديد ساعة الصفر.

اقرأ أيضا: ”متزوجة عرفي”.. الأمن يكشف سر اختفاء فتاة أوسيم : ”كانت في زيارة لأحد المساجد”

الجناة قسموا أدوارهم

قسم الجناة أدوارهم، من ثم حددوا ساعة الصفر لتنفيذ جريمتهم، وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً، توجهوا إلى محل الجريمة حيث كانت المحال التجارية مغلقة، وسكان الشارع في بيوتهم، ليصعد شقيق الزوج، وطليقته المنتقبة ورفقتها ابنتها عمرها 11 سنة وصديقته، إلى شقة الضحية الطابق الأول، وطرقت المنتقبة باب الشقة حتى تطمئن وتفتح لها.

اقرأ أيضا: ”هيروح يقول لأمي”.. مأساة الطفل يوسف ”شاف قريبته في حضن جاره” فخُنق بـ”حبل” وسط الزراعات

قتل العجوز أمام زوجها

في ذلك الوقت كانت تجلس العجوز رفقة زوجها، يستمعان للقرآن الكريم، قبل رفع أذان صلاة الجمعة، لتفاجأ بطرق باب شقتها، وتوجهت إليه لفتحه ومعرفة الطارق، وبمجرد فتحها الباب، ضربها شقيق زوج الحفيدة بـ" البوكس" في عينيها اليسري، لتسقط أرضا، ثم كتم أنفاسها وخنقها بإيشارب، ولم يتركها إلا بعد تأكده من وفاتها، وكان في ذلك الوقت زوج الضحية العجوز متواجد بالشقة، ليشاهد رجل يخنق زوجته، وسيدتان وطفلة بالشقة ليسأله.. " أنت بتعمل ايه هنا"، فجلس بجواره يخبره بفقدها وعيها.. " الحاجة وقعت على الأرض بنفوقها"، وسرقوا مشغولاتها الذهبية ( 3 غوايش وسلسلة)، وأخذوا يبحثوا عن أشياء ثمينة لسرقتها قبل أن يهربوا، لكنهم لم يبحثوا جيدا لخوفهم وارتباكهم، حيث أنه كان يوجد داخل غرفة النوم حقيبة بداخلها حوالي 200 ألف جنيها، وباقي المشغولات الذهبية الخاصة بالضحية، وأخبر الجاني زوج الضحية بعدم قدرته على إيفاق العجوز.. " إحنا مش عارفين نفوقها يا حاج، وهنمشي"، ليغادروا جميعهم المكان تاركين العجوز ملقاه بصالة الشقة.

اقرأ أيضا: ”الفيديو مفبرك”.. أجهزة الأمن تكشف حقيقة تغيب طفل بسوهاج

إطلعي إطمني على خالتك

حاول العجوز إيفاق رفيقة عمره، لكن دون جدوى، فأخذ ينادي على ابنة شقيقتها المقيمة بالطابق الأرضي، لإسعافها.. " إطلعي إطمني على خالتك وقعت ومش عارف مالها"، لتسرع ابنة الشقيقة الستينية العمر، إلى شقة خالتها لاسعافها، لتجدها مضروبة في عينها اليسرى، فحاولت إيفاقها لكن دون جدوى، فأجرت اتصالا هاتفياَ بأبنائها، الذين حضروا وأحضروا طبيباً أكد لهم وفاتها.

نجل الضحية: محدش يقول حفيدتها

داخل شقة الضحية المرسوم على حيطانها الحزن، كان يجلس إثنان من أبنائها، رفقة والدهما العجوز، وبدأ أحدهما الحديث قائلًا.. " محدش يقول حفيدتها، لأن الناس كده بتسيئ لأولادنا، دي حفيدة أختها، وإحنا مش هنسيب حق أمنا، هناخده بالقانون، موضحًا والدتي ست كبيرة ويعتبر ماتت شهيدة.. قتلوها يوم الجمعة.. وكان القرآن الكريم شغال في البيت، ثم صمت بضع ثوان، ليرفض بعدها إستكمال باقي حديثه لسوء حالته النفسية بعد قتل والدته داخل شقتها بمنزل عائلته، على أيدى إحداهن، ليستكمل أحد الجيران الحديث: "الست حميدة الله يرحمها خيرها على الكل، كانت طيبة وخيرة، وبتعاملها زي ابنتها، إحنا تفاجئنا من اللي حصل، الدنيا مبقاش فيها أمان، الست كانت في حالها ملهاش إختلاط بحد، لتضيف طفلة صغيرة عمرها حوالي 10 سنوات.. " تيتا حميدة ساكنة هنا من زمان، كنت أوقات بروح أشتري ليها طلبات، لكن معرفش مين اللي قتلها، يوم الجمعة شُفت الستات بتصوت في البيت عندها وبعدها عرفت أنها اتقتلت والبوليس جيه"، ليواصل صاحب محل أدوات كهربائية: "الحاجة حميدة عايشة في حالها هي وجوزها، سمعت عن اللي حصلها وإن حفيدتها اللي قتلتها، لكن المتهمة دي معرفهاش لأنها متزوجة ومش ساكنة هنا، والدتها اللي ساكنة في الدور الأخير".

اقرأ أيضا: ”مش صدومة الوحيد اللي بيعمل خير”.. قرار نيابي بشأن الشاب بطل فيديو إلقاء الأموال على أهالي أوسيم

كاميرات المراقبة لغز الجريمة

على بعد أمتار قليلة من مسكن الضحية، يوجد سوبر ماركت، قال صاحبه، يوم الجريمة الشرطة فحصوا كاميرات المراقبة في المحلات اللي في الشارع كلها، علشان يشوفوا المتهمين، وشافوا يومها راجل غريب معاه منتقبة وطفلة صغيرة في الشارع حوالي الساعة 8 الصبح، وقفوا شوية وبعدين طلعوا البيت، قعدوا حوالي ربع ساعة ونزلوا مشيوا، لطريق المحكمة.

الشرطة تتلقى بلاغاً

اللواء محمود السبيلي مباحث الجيزة، تلقى إخطارا من مأمور قسم شرطة إمبابة، بورود بلاغا من إدارة شرطة النجدة بالعثور على جثة سيدة داخل منزلها بنطاق القسم، وإنتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ للوقوف على ملابسات الواقعة وظروفها ودوافعها، وبالفحص والمعاينة عُثر على جثة سيدة تدعى "حميدة" عمرها 80 سنة، ترتدي ملابسها كاملة، وبها آثار كدمات بالوجه وخنق حول رقبتها وتبين وجود بعثرة بمحتويات الشقة، ووجود حقيبة تحوي على حوالي 200 ألف جنيه، وباقي المشغولات الذهبية الخاصة بالضحية، لم يلاحظوهم الجناه، داخل دولابها.

اقرأ أيضا: ”لسقوطه في الانتخابات”.. أنصار مرشح النواب في الدقهلية يقطعون الطريق والأمن يضبطهم

فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة

شكل قطاع الأمن العام تنسيقا مع الإدارة العامة لمباحث الجيزة فريق بحث، توصلت جهوده إلى أن العقل المدبر للجريمة حفيدة العجوز بالاشتراك مع شقيق زوجها وصديقته إضافة إلى طليقته وطفلته التي تبلغ من العمر 11 سنة، وأعدت القوات مأمورية، وتمكنت من القبض على المتهمين وإقتيادهم إلى ديوان القسم، وبمناقشتهم أقروا خلال التحقيقات بارتكاب الواقعة وتحرر المحضر اللازم بالواقعة بإخطار اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة والعرض على النيابة العامة التي تولت التحقيق.

”هو اللي وقع من فوق العربية”.. سائق بشركة مياة الشرب يدهس شاب