الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 12:49 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد فوز الأهلي بالدوري.. مركز الأزهر للفتوى: ”التحفيل” بين مشجعي كرة القدم حرام شرعا

لاعبو الاهلي
لاعبو الاهلي

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، بأجواء "التحفيل"، بين جماهير الأهلي والزمالك، عقب حسم النادي الأهلي لقب الدوري العام لموسم 2019-2020، بعد هزيمة الزمالك من نادي أسوان.

حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، من التعصب الرياضي نتيجة للتحفيل بين قطبي كرة القدم المصرية، مؤكدًا أن آثاره السلبية تهدد السلم المجتمعي.

وأوضح مركز الفتوى، أن الإسلام أباح ممارسة الرياضة، والحفاظ على اللياقة البدنية، والقوة الجسمية، مع وضع ضوابط للألعاب البدنية، والتي تساعد اللاعب في الحفاظ على "دينه ونفسه وماله ووقته وسلامته وسلامة غيره".

وأكد الإسلام على أن مراعاة هذه الضوابط كاملة، أمر مهم في حكم الإباحة المذكور، بحيث أنه في حالة إهدار هذه الضوابط بما يسبب انحرافات أخلاقية وسلوكية، أو فتنة؛ أو فرقة، وقطع أواصر الترابط في المجتمع، أدى ذلك إلى تحريمها.

 كما أن الحفاظ على الوحدة في المجتمع، مقصد شرعي، وقام على وجوب حفظه عديد من الأدلة، كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، مبينًا أن زوال مسجد أولى عند الله سبحانه من نشوب فتنة، أو ظهور فرقة، كما حذر النبي محمد عليه الصلاة والسلام "إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أن يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ".

اقرأ أيضًا: دار الإفتاء: الإسلام يأمر بالحرص على التداوي والوقاية من الأمراض (فيديو)

وأضاف مركز الأزهر للفتوى أن المتابع الجيد لمباريات كرة القدم وأحداثها في الأونة الأخيرة، يمكنه أن يلاحظ التعديات الكبيرة على هذه الضوابط، وهو ما تسبب في جلب العديد من المفاسد، لا إلى ساحة سلوك الفرد فقط، بل إلى ساحة أخلاق وسلوك المجتمع بأسره.

وبين مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أنه شعر بالإساءة لما شاهده عقب هذه المباريات من ممارسات سلوكية غير أخلاقية، سواء على الشاشات التليفزيونية وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اشتملت على إشارات بذيئة، وألفاظًا نابية، وأوصافًا مشينة، لا تتناسب مع تاريخ الأمة وثقافتها وحضارتها، بل ووصلت إلى كونها انحرافات واضحة عن الطريق المستقيم، وحيدة عن الأصالة والقيم.

وأكد المركز تحريمه للسلوكيات الخاطئة والتي تتضمن سخرية، أو تنابز بالألقاب، أو تعصب، أو سب، أو غيبة، أو عنف لفظي أو بدني؛ مبينًا أن أدلة الشرع على تحريم هذه السلوكيات وأمثالها أكثر من أن تحصى، كما جاء في قول الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أن يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أن يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"، وقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لاَ يُلْقِى لَهَا بَالًا؛ يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لَا يُلْقِى لَهَا بَالًا؛ يَهْوِى بِهَا فِى جَهَنَّمَ".

وناشد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، الرياضيون بأن يكونوا قدوة صالحة لغيرهم، ولجماهير لعبتهم، وأن ينكروا التصرف الخاطيء على من جاء به من أي فريق أو اتجاه، وأن يغرسوا في النشء الانتماء الخالص للدين والوطن.