تستخدم البشر كفئران تجارب.. 4 أسباب تدعو للشك في اللقاح الروسي لفيروس كورونا

خرجت روسيا بأمل جديد للعالم للتخلص من فيروس كورونا المستجد، بإعلانها التوصل إلى لقاح فعال لفيروس كورونا المستجد، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ابنته استخدمته بالفعل، وأنه يمد الجسم بمناعة ضد الفيروس تستمر لمدة عامين.
اللقاح الروسي المعلن عنه قابله تحذيرات وتشكيكات عالمية، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية منه، مؤكدة على ضرورة خضوعه للعديد من التجارب، كما حذر العديد من العلماء من الثقة به.
الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة فسر سبب عدم ثقة العالم في اللقاح الروسي، قائلًا إن تطوير اللقاح في الظروف العادية يمر بعدة مراحل، أولها مرحلة التجارب في المعمل ثم على الحيوانات والتي ربما تصل إلى عدة سنوات من الأبحاث.
وأضاف أنه بعد ذلك يدخل المرحلة الأولى على البشر بعدد قليل، وهي مرحلة تصل إلى عام، ثم المرحلة الثانية على البشر من أجل دراسة فاعلية اللقاح وتصل إلى عامين من التجارب السريرية، قم مرحلة ثالثة على البشر لتأكيد الفاعلية والنجاح وتستغرق أكثر من 3 سنوات من التجارب السريرية، قم أخيرا مرحلة الموافقة والتسجيل والتسعير.
روسيا أعلنت الموافقة على اللقاح دون الوصول للمرحلة الثالثة من التجارب
وأكد أنه بسبب جائحة كورونا تم تسريع المراحل قبل الهيئات الدولية لتستغرق أقل من عامين وتشجيع شركات الدواء لضم مرحلتين في نفس التجربة السريرية، لذلك حدث سباق من 173 لقاح محتمل حتى الآن منهم 8 وصلو للمرحلة الثالثة.
وأشار إلى اللقاح الروسي الذي تبتكره جمالايا تم تسجيله يوم 18 يونيو للمرحلة الأولى وضمها للمرحلة التانية بعد ذلك بعدد 40 شخص فقط جميعهم جنود روس، وبعد أسبوعين أعلن كيريل ديمتريف رئيس صندوق الاستثمار الروسي الممول للبحث العلمي في روسيا، أن اللقاح نجح بالفعل وتم ظهور مضادات أجسام بالفعل لدى الأشخاص المتعاطين لهذا اللقاح، وهو إعلان غريب بعد فترة قصيرة من التجارب، يثير الشك في اللقاح.
اقرأ أيضًا: روسيا تكشف عن مفاجأة جديدة بشأن لقاح كورونا المكتشف.. تتعلق بمدة المناعة ضد الفيروس
وتابع أن هناك سبب آخر يثير الشك في الأمر، يتمثل في أن كيريل ديمتريف نفسه سبق وأعلن في يونيو أن روسيا اخترعت الدواء الروسي وأن أزمة كورونا انتهت على أيدي الروس، وهو العلاج الذي ثبت أنه إعادة انتاج لدواء أفيجان الياباني، ليعلن بعدها أنهم غيروا فيه بعض الأمور وسيتم نشر الأبحاث بعد أسبوع، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة.
بعد تسجيل المرحلة الأولى والثانية كان الموعد المحدد لنشر النتائج هو 15 أغسطس الجاري، حسب عنان، الذي أكد أنه حتى الآن لم تنشر نتائج، إلا أن بوتين استبق الأمر، وأعلن الموافقة عللى اللقاح دون المرور بالمرحلة الثالثة، ولدرجة أن ابنته تعاطته بالإضافة إلى بضع مئات آخرين ويطمح في إنتاج نص مليار جرعة، داعيًا الجماهير لتناوله وإجراء المرحلة الثالثة بعد الموافقة، أي أن من يتناولونه سيكونوا العينة البحثية للمرحلة الثانية، ضاربا عرض الحائط بكل أساسيات البحث العلمي، محذرًا من تكلفة الفرصة الضائعة، أي أن من يتناول اللقاح الروسي لن يكون قادرًا على تناول لقاح آخر، ليضيع على نفسه فرص ربما تكون أفضل ومضمونة أكثر.
روسيا أعلنت من قبل الوصول للقاح لفيروس إيبولا قبل المرحلة الثالثة.. وجربته على الغينيين منذ 12 عاما ولم تعلن النتائج حتى الآن
سببٌ رابع يدعو للشك في اللقاح الروسي، أوضح عنان أنه يتمثل في أنها ليست المرة الأولى التي يعلن فيها "جمالايا" الوصول للقاح ويطرحونه في الأسواق دون الوصول للمرحلة الثالثة الأهم في الدراسات الإكلينيكية، حيث سبقه لقاح روسي لفيروس إيبولا.
وأردف أنه في عام 2007 نشرت جمالايا نتائج المرحلة الأولى للقاح إيبولا على 12 شخص فقط، والثانية على 62 شخص، وأعلنوا من خلال بروباجاندا كبيرة التوصل إلى الحل السحري لإيبولا، ثم أرسلوا اللقاح إلى غينيا كهدية لقارةإفريقيا، إلا أن الحقيقة أنهم استخدموا الأفارقة كمرحلة ثالة من التجارب، حيث استخدم 2000 مواطن غيني اللقاح، وحتى الآن لم تنشر نتائج المرحلة الثالثة.