الطريق
السبت 19 أبريل 2025 12:18 مـ 21 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مدحت بركات يفتتح مقر حزب أبناء مصر بالإسكندرية.. صور صحة البحيرة.. اصدار 20 ترخيص جديد وإغلاق 53 منشأة مخالفه خلال حملات رقابية على 182 منشأة طبية خاصة بالبحيرة شكري: القطاع العقاري ملاز أمن للإستثمار وتجنب المخاطر الاقتصادية نقابة البترول تهنئ الأخوة الأقباط بعيد القيامة المجيد عبد الحليم قنديل يكتب: عودة لسلاح المقاومة يحيى الفخراني يتوّج “شخصية العام الثقافية” في احتفالية كبرى للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالرباط الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون توقع برتوكول تعاون مع جامعة عفت بالمملكة العربية السعودية الرقص الحديث تستلهم أولاد حارتنا وشهرزاد فى عرض البصاصين على مسرح الجمهورية ”أنقذوا الأطفال”: إغلاق المخابز والمستشفيات في غزة ونقص حاد في المساعدات الإنسانية فيديو| ضياء رشوان: مصر القوة العسكرية الأكبر في المنطقة والجهود مستمرة لوقف حرب غزة زينب مأمون تفوز بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للكيك بوكسينج بالصور| المهندس مدحت بركات يفتتح مقر حزب أبناء مصر بالإسكندرية

محمد عبد الجليل يكتب: صورة بألف وجع

صورة بألف وجع
صورة بألف وجع

ظلت نظرتها تطاردني، الحزن في عينيها يخترق قلبي، فيفقدني القدرة على التركيز أو حتى استطعام أي شيء من مجريات الحياة اليومية، وقفت تلك الطفلة، التي لم يتعد عمرها السنوات الثمانية، وسط أسرتها المنكوبة بالكورونا، تطل من عينها نظرة قاسية تملؤها مرارة الخوف وعدم الأمان في مواجهة مصير مجهول يتهدده فيروس وبائي يأكل صدور الناس كالموت.

الصورة التي نشرها موقع "الطريق" منذ أيام لأسرة مكونة من رجل وامرأة وطفلين، يمسك فيها الزوج بلافتة مكتوب عليها "أنا مريض بكورونا، ولا أملك قوت يومي"، لم تكن مجرد إعلان عن المرض أو وسيلة من وسائل التسول، وإنما هي أشبه بلوحة حزينة رسمت معالمها كل شخصية ظهرت في هذه الصورة، الأب المريض الذي يعمل "على باب الله" يوما بيوم ولا يكاد يجد ما يسد جوعه وجوع أسرته، بعد أن زادت الأقدار من أوجاعه، فلم تكتفِ بأن تجبره على ملازمة المنزل فقط، وإنما ضربه الوباء القاتل.

والأم التي غطت وجهها حياء، من كشف سترها الذي انهكه الفقر وأذلته الحاجة، والرضيعة التي استسلمت لنوم وكأن فطرتها الطفولية أرادت لها أن ترتاح من ضجيج هذا العالم الصاخب بالمرض والقهر والجوع، أما الطفلة الأكبر، صاحبة النظرة العاتبة، فكانت تحتج في صمت، جوفها يصرخ بالجوع، وروحها تستصرخ فينا نخوتنا وشعورنا الإنساني.


لم أستطع إطالة النظر إلى هذه الأسرة، وطفلتهم، أشعر بغصة في حلقي، ويوجعني ضميري ويلهبني كلما رأيت هذه النظرة التي أطفأ الجوع والخوف بريقها، فألوذ بصمت مقبض يشبه أيامنا المقبضة

اقرأ أيضا: صاحب صورة ”مريضة كورونا”: مراتي تعبانة.. ومعيش حق أكل عيالي