المنوفية الحزينة| المحافظة ”معجونة” بكورونا.. والأهالي: ”نصيف” غير منصف

على غير العادة؛ لم تمارس محافظة المنوفية اليوم أي طقوس احتفالية في عيدها القومي، بعدما اعتاد هذا الإقليم الاحتفال بعيده القومي في مثل هذا اليوم 13 يونيو من كل عام، والذي يجسد ذكرى حادثة دنشواي، والتي كانت نواة للثورة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي.
اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون محافظ المنوفية، أكد أن قرار إلغاء الاحتفال بالعيد القومي جاء ترشيدًا للنفقات وللظروف التي تمر بها البلاد نتيجة فيروس كورونا المستجد، ولكن؛ كيف تحتفل المنوفية بعيدها والمنايفة في قمة الحزن والبؤس والإحباط، ولسان حالهم قول المتنبي "عيد بأية حال عدت يا عيد".. و"ضحايا بكورونا كل يوم بتزيد".
وعلى الرغم من ارتفاع نسبة التعليم والوعي في محافظة المنوفية، إلا أنها الإقليم الأكثر إصابة والأعلى وفيات على مستوى الجمهورية، في الآونة الأخيرة، وقد شهدت المحافظة أحداث إصابات جماعية مؤسفة بفيروس كورونا، جعل أصحاب القرار يصدرون أوامرهم بعزل قرى بأكملها لمواجهة هذا الفيروس اللعين.
تعددت أسباب ارتفاع الإصابة بفيروس كورونا المستجد، في المنوفية لتكون في صدر قائمة المحافظات الأكثر إصابة بالفيروس وصاحبة المركز الثالث على مستوى الجمهورية بعد القاهرة والجيزة، وأول هذه الأسباب كونها المحافظة الأكثر طردًا للسكان في مصر، ثم يأتي وجود منطقتين صناعيتين بها، كثاني أهم الأسباب وراء ارتفاع الإصابات بها.
الإهمال سيد الموقف.. وحفناوي يعتذر
أعلنت مديرية الصحة في المنوفية، مايو الماضي، إقالة الدكتور أحمد السرسي مدير مستشفي حميات منوف بعد التصرف الغير مسئول الخاص بخروج مرضى فيروس كورونا من المستشفي دون استكمال العلاج الخاص بهم، في واقعة غريبة جدًا .
وأشارت مديرية الصحة بالمنوفية في بيان لها، أنه تم تكليف الدكتور أنور محفوظ، أخصائي الحميات بالمستشفي، مديرا للمستشفى لمدة ٣ أشهر، فيما قدّم الدكتور نصيف حفناوي، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية اعتذارًا للمرضي وذويهم لما بدر في حقهم من إدارة مستشفي حميات منوف.
شنتنا الحجر
وفي نهاية مايو الماضي، تم فرض الحظر التجوال على قرية "شنتنا الحجر"، بعد وفاة 3 حالات مصابة بفيروس كورونا، وتم عزل المناطق التي ظهرت فيها حالات إصابة لمدة أسبوع، لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد داخل القرية.
وكانت قرية شنتنا الحج، قد شهدت بالأمس فقط وفاة ثلاث حالات إثر إصابتهم بفيروس كورونا لسيدة مسنة، ورجل مسن وابنتهم، فيما توفي ابنه الثاني أول أيام عيد الفطر، بالإضافة لابنته التي توفيت قبله بأسبوعين.
قرية شنشور
لم تكن قرية شنشور التابعة لمركز أشمون في المنوفية، أحسن حظًا من شنتنا الحجر، بالعكس ظلت شوارعها خالية، وسط تواجد أمنى مكثف، فهي أول قرية في المنوفية يتم فرض عزل صحى كامل عليها، بعد وفاة 3 من أهلها وإصابة 15 آخرين بفيروس كورونا المستجد.
كارثة في البتانون
وجه عبد الله البرادعي، نداءً عاجلًا السيد الدكتور نصيف حفناوي وكيل وكيل وزارة الصحة والجهات المعنية بمواجهة فيروس كورونا، نظرًا لتفشي الوباء اللعين بقرية البتانون مركز شبين الكوم منوفية، وتزايد حالات الإصابات والوفيات بالقرية.
وأضاف "البرادعي"، في شكواه، أن قرية البتانون على حافة الانهيار والدمار بسبب هذا الوباء، مؤكدًا وفاة 4 حالات بهذا الفيروس اللعين فى يوم واحد، ناهيك عن الإصابات العديدة التي تترواح ما بين 300 إلى 500 حالة، حسب تأكيده.
وطالب "البرادعي"، وكيل وزارة الصحة بالتدخل السريع والعاجل للحد من انتشار الوباء ووقوع كارثة، مطالبًا بعزل كامل لأهالي القرية لمدة أسبوعين، والكشف عن الإصابات الموجودة فى القرية وعزلها وذلك لعدم وقوع كارثة أكبر.
واختتم ابن البتانون، بأن هذه الاستغاثة التي يقدمها للسيد الدكتور وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، مشيرًا إلى أنه لم يتلق أي استجابة من الأخير وكأنه "لا حياة لمن تنادي".
الإهمال يودي بحياة طبيب جراح
تعرض الطبيب الجراح عبد العظيم أبو الحسن، ابن مركز منوف، لسلسة من الإهمال أودت بحياته، فقد بدأت القصة بشعور الطبيب داخل عيادته بسخونية ما اضطره إلى عزل نفسه، ثم أجرى مسحة، وظهرت النتيجة "إيجابية" واتنقل إلى مستشفى عزل الباجور، لتبدأ المأساة.
مقربون من الطبيب أكدوا أنه شعر بتعب في القلب ونبه التمريض، خاصة وأن طبيب جراح، لكنهم تجاهلوه وأهملوه حتى تدهورت حالته الصحية لدرجة أنه كلما حاول الوقوف "سقط مغشيًا عليه".
الدكتور أبو الحسن، أكد للأطباء أن العلاج خاطئ وأنه يشعر ببدايات جلطة على المخ وطلب عمل ct على المخ ولم يستجب أحد، وكان الرد "أصل أنت شكلك كويس ومدخلتش عناية ولا حاجة من ساعة ما جيت"، ثم ساءت حالته ما اضطره يستنجد قائلاً: "أرجوكم الأكسجين لم يصل منذ ساعتين"، مستغيثًا بتليفونه الخاص بمدير المستشفى، ولكن بلا فائدة.
وأكد مصدر مقرب من الدكتور أبو الحسن، أن آخر مكالمة للطبيب ليلة وفاته، كانت بين الطبيب الضحية ومسئول في المستشفى، يقول له: "قول لدكتور أسامة الشلقاني مدير المستشفى يلحقني، ويكلم الأولاد، التمريض هنا في الباجور.. قوله الراجل بينتهي.. أنا في غرفة 423 ومبيردوش عليا خالص والأكسجين واقف بقاله ساعتين.. أنا لو قادر أقف على رجلي هقوم أشغله.. أنا بمووت.. ساعدوني يا جماعة".
وظهرت بعض المطالبات، التي تنادي بفتح تحقيق فوري مع السيد وكيل وزارة الصحة بالمنوفية لكشف سبب الإهمال الذي تسبب في وفاة الطبيب الجراح عبد العظيم أبو الحسن ابن مدينة منوف والذي توفي في مستشفى عزل الباجور بسبب الإهمال.
"الطريق" حاول التواصل مع الدكتور نصيف حفناوي، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية من خلال كل وسائل الاتصال من خلال رقم الهاتف المحمول الخاص به أو رقمه في الوزارة أو حتى "الواتس"، ولكن كل المحاولات في التوصل إليه باءت بالفشل.