الطريق
الأربعاء 23 أبريل 2025 08:28 صـ 25 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
عضو الديمقراطي الأمريكي: نتنياهو بدأ في مخطط التهويد الكامل للضفة واحتلال غزة بمساعدة ترامب ”فتح”: إسرائيل تعيد هندسة الضفة الغربية بطريقة جغرافية وديموغرافية جديدة ترامب: العملات المشفرة بحاجة إلى تنظيم الموسيقار عمر خيرت يشارك جمهور الأوبرا احتفالات أعياد الربيع على المسرح الكبير شاهد| ”من مصر” يسلط الضوء على رفض مصر سياسة ”فرض الأمر الواقع” الإسرائيلية مستشار سابق لبوتين: روسيا تدفع إيران نحو اتفاق مع أمريكا بشأن الملف النووي فيديو| صرخات الجوع في غزة.. الحصار الإسرائيلى يدفع سكان القطاع نحو المجاعة مصادر طبية: 32 شهيدا في غارات الاحتلال على مناطق عدة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم شاهد| الشيخ صاحب فيديو إطعام الكلاب: الرحمة أساس ديننا الحنيف وزير الثقافة المصري يلتقي مستشار الشؤون الثقافية بمؤسسة قطر ويؤكد أهمية التعاون المشترك في صون التراث فيديو| واشنطن في ورطة.. ماذا يحدث في البنتاجون تحت قيادة “هيجسيث”؟ الإرشاد الزراعى بالبحيرة ينظم ندوة إرشادية عن تحميل السمسم على القطن موسم 2025

منسي وعشماوي وعبقرية «الاختيار» في القرآن الكريم.. هل يستوي المسيح ويهوذا الخائن؟

الشهيد منسي والإهابي عشماوي
الشهيد منسي والإهابي عشماوي

لسان عشماوى زلزل بآيات قرآنية لإزهاقه أرواح الأبرياء

الرائد منسي يقرأ القرآن بنفس مطمئنة وقلب خاشع

أحمد منسى لين الجانب مع أهل سيناء عكس ما يتم ترويجه

 

مستوى تكتيكي وعملياتي

تنتصف الحلقة الثامنة من المسلسل الملحمي «الاختيار» فى عبقرية تصويرية وبراعة توضح الفرق بين الحق والباطل، من خلال مشهد مركب يعتمد على التضاد فى إبراز وتوضيح ذلك الفرق الكبير بين طرفي المشهد، فمن ناحية يظهر لنا الباطل المهتز المرتجف متمثلا فى هشام عشماوى وهو يتلو القرآن ، مع منتهى الدقة فى اختيار السيناريست للآيات الكريمة اللى يتلوها، وهذا الاختيار الدقيق للآيات بيبين لنا قدر الاهتمام بكل تفصيلة فى المسلسل، ليس فقط على المستوى التكتيكي والعملياتى أو السياسي والمعلوماتى، بل على المستوى الثقافي و الدينى.

زلزلة عشماوي

بمنتهى العناية أجرى السيناريو على لسان عشماوى آيات من شأنها أن تزلزل أي إنسان عنده إيمان حقيقي بما أنزل الله لو شعر بالتورط من قريب أو من بعيد في إزهاق روح أو قتل نفس بريئة بغير حق، لم تحدث تلك «الزلزلة» مع عشماوى، لكن كان هنام وقفة للحظات، لكنها ليست وقفة ندم ولا تأنيب ضمير، لا.. بل كانت وقفة تأكيد "للاختيار"، اختيار الطريق الخطأ رغم أن كلام الله المنزل يحذره منه وبقول له «لو مشيت فيه ارجع»، (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفْسًۢا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًا)، مع إصرار على السير فى ذات الطريق، حتى يكون من الزمرة المسرفة فى حق الله وفى حق نفسها وفى حق العباد وهو ماتشير إليه تكملة الآية الكريمة فى وصف ينطبق تماما على عشماوى وأمثاله (سبحان الله العظيم)، " وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلْبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِى ٱلْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ".

سلوك منسي

فى الناحية الأخرى من المشهد يظهر لنا الحق متمثلا فى الرائد أحمد منسي وهو يتلو أيضا القرآن الكريم، ولكن مع الفارق، فهو يقرأ بنفس مطمئنة وقلب خاشع، وتثبيت من الله علي طريق الحق بعد" الاختيار " للطريق بإرادته، ويقين بإحدى الحسنيين، النصر أو الشهادة، جاء المشهد مع ذات العناية فى اختيار الآيات اللى كان يتلوها منسى "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ".

ودليل العناية فى اختيار الآيات أن سلوك «منسى» كان انعكاسا حقيقيا لها فى كل تعاملاته مع أهل بيته وأقاربه وجيرانه وأصدقاؤه ، وبالطبع مع مرؤوسيه ورجاله من الضباط الأصغر وضباط الصف وعساكره الذي كان يعتبرهم أسرته الثانية وكان هذا كان السر فى نجاحه فى القيادة و التأثير فى اللى حواليه، فكان رحيم لين الجانب ياخد رأى الصغير قبل الكبير و يستشير الكل وفى النهاية هو صاحب القرار ، وكان بالفعل صاحب قرار حازم وصارم.

رحمة منسي بالتكفيريين

وكان منسى لين الجانب أيضا مع أهل سيناء رغم ادعاءات واتهامات البعض لهم، لأنه كان قاريء جيدا للتاريخ ويعلم الدور الكبير الذي كان يلعبه رجال وسيدات القبائل السيناوية فى معاونة القوات المسلحة فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، والأكثر من ذلك أنه كان رحيما حتى بالتكفيرين ، لم يضرب نار على أحد ما رفعش فى وشه سلاح، ولا قتل مستسلما، (المشهد الذي لقن فيه التكفيري الشهادة وشربه مياه حدث بالفعل)، وهذا كان سبب تأييد ربنا له دايما بنصره ، مصداقا لتكملة الآيات "إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".

جهل عشماوي

نوعية هشام عشماوى ليس من صنف التكفيري المنقاد التابع اللى تم استقطابه و تجنيده استغلالا لجهله أو فقره أو لفشله فى إنه يحقق ذاته فى الحياة ويكون ذا قيمة ومكانة، فيحاول أن يجد لنفسه المكانة هذه فى مجتمع مواز .. لأ .. عشماوى من نوعية التكفيري الذي" اختار" بعد ما نشأ فى أسرة ميسورة ماديا وتعلم جيدا ودخل الكلية الحربية وحصل على مكانة اجتماعية لها شأنها فى مجتمعنا كضابط جيش ، واكتسب من خلال التعليم الذي اتعلمه والجيش الذي خدم فيه معرفة وخبرات كثيرة تجعله قادر أن يختار صوابا، لكن رغم المعرفة والعلم قرر إنه يختار طريق الضلال.

"فأضله الله على علم ".. حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

موضوعات متعلقة