هل يساعد ”كورونا” إيران في السيطرة على مياه الخليج؟

"رب ضارة نافعة".. هذا هو حال فيروس كورونا بالنسبة لإيران، فعلى الرغم مما تعانيه من ارتفاع في أعداد الإصابات والوفيات بسببه، لكنه ربما يكون فرصة استثنائية بالنسبة لنظام الملالي لفرض هيمنته العسكرية على مياه الخليج.
تفشي كورونا
تمكن فيروس كورونا من التفشي بصورة كبيرة بين عناصر الجيوش الغربية، وخاصة أفراد سلاح البحرية الأمريكية الذي وبسبب هذا المرض بات مهددا للخروج من الخدمة، وفقا لما ورد في تقرير نشره "المعهد الخليجي العربي بواشنطن".
ووفقا للتقرير، فإن هناك دلالات عدة وجميعها قوية تؤكد أن طهران مستمرة في استغلال هذه الفرصة، من خلال اعتراضها سفنا أمريكية في مياه الخليج العربي.
اقرأ أيضا: الحرس الثوري الإيراني يهدد أمريكا في الخليج
الأستاذ المشارك في كلية الدفاع الوطني الإماراتية جان لوب سمعان، أشار إلى أن إيران لا تُظهر أي تراجع في سياستها الإقليمية، ومن الممكن أن تبذل جهودًا لكي تعطل حركة الملاحة في الخليج، على الرغم من خسائرها البشرية والاقتصادية جراء فيروس كورونا.
حماية مياه الخليج
وأوضح "المعهد الخليجي العربي"، أن هناك مهمتين عسكريتين من الممكن أن يساعدا على حماية مياه الخليج، الأولى أوروبية، وتكون بقيادة فرنسا يطلق عليها أسم "أجينور"، والأخرى أمريكية تقودها واشنطن بمشاركة بضع دول وتحمل اسم "سينتينيل".
المهمة الأمريكية هي الرئيسية في الخليج، وتوصف أيضًا بأنها العمود الفقري لهذه المنطقة، وتشارك فيها كل من أستراليا وبريطانيا وبعض من الدول العربية.
البحرية الأمريكية
تأثرت البحرية الأمريكية، بانتشار فيروس كورونا، حيث تم الإعلان عن إصابة أكثر من 100 بحار بوباء "كوفيد 19"، وأن الإصابات تحدث يوميا بخلاف بقية الوحدات في القوات البرية والجوية.
وأعلنت الدفاع الأمريكية، أن 36٪ من المصابين في الجيش الأمريكي هم من البحارة، وأن 26 سفينة حربية ظهرت على متنها حالات مصابة بكورونا.
اقرأ أيضا: عاجل| ترامب يأمر بضرب الزوارق الإيرانية في مياه الخليجتعطل بحري
كما تعطلت مهمة حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" في المحيط الهادئ، بعدما أصاب الفيروس معظم أفراد طاقمها، أما على مستوى فرنسا، فقد أصيب 1046 من أصل 1760 بحارا على متن حاملة الطائرات شارل ديجول، بالوباء، خلال رحلة في البحر المتوسط.
استغلال إيراني لجزر الإمارات
ويبدو أن إيران تواصل استغلال أزمة كورونا في الأسطول البحري الأمريكي والفرنسي، لتبدأ في تهديد مياه الخليج، من خلال إعلان الحرس الثوري عن بدئه بتنفيذ مشروع للتوطين في جزر خالية من السكان ومتنازع عليها مع الإمارات في مياه الخليج.
وأعلن الأميرال علي رضا تنجسيري قائد القوات البحرية في الحرس الثوري، عن إنشاء مطار دولي في جزيرة طنب الكبرى، ومطار في جزيرة طنب الصغرى، وصب 50 كاسر أمواج.
وتعتبر جزر طنب الصغرى، طنب الكبرى، وأبو موسى ذات أهمية إستراتيجية واقتصادية كبيرة، حيث تقع شرقي الخليج وتطل على مضيق هرمز الذي يمر عبره يوميا حوالي 40 % من الإنتاج العالمي من النفط.
اقرأ أيضا: إيران ترد على تهديد ترامب بضرب زوارقها في مياه الخليج
استغلال كورونا
إسلام المنسي الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أكد أنه لا شك من أن فيروس كورونا أصاب العالم أجمع بحالة من الإرتباك الشديد، مشيرا إلى أن أكثر الدول التي يعد الوباء بمثابة ضربة لهما في مقتل هما "واشنطن وطهران" باعتبارهما أكثر من تضرروا في العالم من حيث عدد الإصابات والوفيات.
وأضاف المنسي في تصريحات لـ"الطريق" ، أن الأثار التي خلفها الفيروس في كلا البلدين، جعل كل طرف منهم يفكر في سبل استغلال المحنة لضرب الآخر، وجعله في موقف ضعف في أي مواجهة عسكرية مقبلة.
وأوضح أن واشنطن على يقين بأن إيران ليست مستعدة للدخول في أي مواجهة عسكرية والعكس صحيح، لذلك فكل طرف منهم يريد استغلال الأزمة لإضعاف وهزيمة الطرف الآخر.
مياه الخليج
وأكد الباحث السياسي، أن إيران ستعمل على استغلال منطقتي مياه الخليج العربي والعراق، والتي من المتوقع أن تشهد مواجهات دامية بين الطرفين كونها بها قواعد عسكرية أمريكية كثيرة، علاوة على الميليشيات الإيرانية المنتشرة هناك.
عجز أمريكي
من جانبه قال محمود أبوحوش الباحث السياسي بمركز جدار للدراسات، أن إيران تريد التأكيد للعالم، أن أمريكا عاجزة عن فرض سيطرتها على جيشها في منطقة الخليج، بسبب تفشي فيروس كورونا بين القوات.
ادعاءات إيرانية
وأوضح أبوحوش، أن التصريحات والإدعاءات الإيرانية غير صحيحة على الإطلاق، مؤكدا أن إيران من الصعب أن تتمكن من فرض سيطرتها على منطقة مياه الخليج، كما أن جميع تصريحاتها ضد واشنطن عبارة عن "بروباجندا" أمام العالم لتشويه أمريكا والتشكيك في قدراتها العسكرية أمام العالم.