الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 05:55 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أول من أسلم ولُقب بالصديق.. تعرف على القصة الكاملة لسيدنا أبو بكر

أبو بكر
أبو بكر

أول الخلفاء الراشدين، وأول من أسلم من الرجال الأحرار، لطالما كان كثير السفر، تاجر صاحب صيت واسع، محب للخير، رقيق القلب، ذو حكمة، صادق الرسول قبل نزول الوحي عليه، وصدقه بعدما علم بأمر نبؤته، زوج ابنة للرسول، فكانت الأقرب لقلبه صل الله عليه وسلم.

هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التيمي القرشي، قريب الرسول صل الله عليه وسلم، فيتوافقان في النسب للجد السادس مرة بن كعب، لقب ويكنى بأبي بكر، سيدنا أبو بكر الصديق.

ألقابه

لا يذكر اسم أبو بكر إلا وتلاه الصديق، لكن كان له لقب آخر وهو العتيق، فقد قال له الرسول صل الله عليه وسلم "أنت عتيق الله من النار"، وذلك عندما دخل أبو بكر الصديق على الرسول ، فقال له رسول الله، وقيل إنما سمي عتيقاً لجمال وجهه، وقيل لأنه للخير الذي كان يفعله، وقال البعض بسبب عتاقة لوجهه كما لقب بالصديق لأنه كان يصدق النبي بمجرد أن يتحدث.

حياته

بعد مرور عامين على واقعة الفيل، التي حاول فيها أبرهة هدم الكعبة، ليرسل إليه الله طير يحمل حجارة من سجيل، ليفتك بها جيشه، كان يستعد عبدالله بن أبي قحافة لاستقبال مولوده، والذي سماه عبدالله، ليصبح شاب صاحب صيت واسع، ومن أشهر تجار مكة، اشتهر بالخير، عرف بعلمه للأنساب، فقد كان حامل لأخبار العرب، ولم يسجد لصنم قط، أو يشرب الخمور.

إسلامه

انتشر في مكة خبر ما يقوله محمد، وكان أغلب كبار قريش يسخرون من ما يقال، فسمع أبو بكر ما تقول قريش، وذهب للرسول صل الله عليه وسلم سأله عن صحة ما يقال، قائلا: "يا محمد مِن تركك آلهتنا، وتسفيهك عقولنا، وتكفيرك آبائنا" ليرد عليه النبي "إني رسول الله ونبيه، بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك إلى الله بالحق، فوالله إنه للحق، أدعوك يا أبا بكر إلى الله وحده لا شريك له، ولا تعبد غيره، والموالاة على طاعته"، ورتل عليه ما شاء الله من القرآن، لينطق الشهادتين بعدها، ويكون أول من أسلم من الرجال الأحرار، ويكون أول من صل مع النبي.

وفي أول ظهور للرسول وأتباعه من المسلمين خطب أبو بكر في الناس ليضربه المعادين للرسول، خاصة عتبة بن ربيعة، حتى سال الدم من كل جسده، ووضعه بنو تيم في منزله، وقالوا لو مات لنقتلن عتبة بن ربيعة، لكنه تحدث معهم، وعلموا أنه بخير، وبعدما آفاق ظل يسأل عن الرسول، لكن احتجزوه في منزله، لكنه أصر على الذهاب للرسول، وما أن هدأت الحركة في الخارج، اتكأ على أمه وذهب له.

بمجرد أن دخل أبو بكر على الرسول احتضنه وقبله، فرق لحالته قلب الرسول صل الله عليه وسلم وقال له "بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار"، فتحدث لها الرسول وأعلنت إسلامها.

حكايته مع بلال

أسلم سيدنا بلال بن رباح، وعذبه سيدة أمية بن خلف فعذبه عذاب شديد ليعود عن الإسلام لكنه أبى، فأخذه للصحراء، وقيده ومنع عنه الطعام والشراب، ثم وضع حجر كبير على صدره وما كان من بلال إلا قول "أحد أحد"، وما إن علم أبو بكر أسرع في الذهاب له.

ثم طلب من سيده أن يشتريه منه، وبعدما اشتراه قال صاحبه أنه كان سيقبل بثمن أقل من ذلك، لكن فاجئه رد أبو بكر بأنه كان مستعد لدفع أضعاف ذلك لو طلب منه، وظل طويلا يشتري العبيد ويعتقهم، وشهد أبو بكر مع النبي محمد غزة بدر، وكل الغزوات في حياة الرسول.

وفاة الرسول

عندما توفى الرسول صل الله عليه وسلم، قال عمر بن الخطاب: "والله ما مات رسول الله، وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم"، وقال أبو بكر بعدما قبل وجه الرسول "بأبي أنت وأمي، طبت حياً وميتاً"، ثم خرج وخطب قائلاً: "ألا من كان يعبد محمدًا فإنّ محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت، وقرأ " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ".


توليه الخلافة

بعد وفاة الرسول اجتمع الأنصار والمهاجرين على اختيار خليفة للمسلمين، فاستقروا على أبي بكر، وبعد اتفاقهم خرجوا على المسلمين ليعلموهم بأمر خلافته، فخطب فيهم أبو بكر قائلا: "أما بعد أيها الناس، فإني قد وُليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله".

بعد توليه الخلافة أوكل القضاء وبيت المال وغيرها من المهام للصخابة، وقسم الحكم لولايات، واقتضى بالرسول في اختياره، وبدأ في محاربة المرتدين عن الإسلام، فيما يعرف بحروب الردة في اليمن والشام والبحرين وعمان، كما حارب مسيلمة الكذاب الذي قال عن نفسه أنه النبي بعد محمد، كما وصلت فتوحاته للعراق وبعد الشام.

اقرأ أيضاً: أمن الوطن غالي.. قانوني عن غرامة خرق حظر التجول:”يا الدفع يا الحبس”

وفاته

مرض أبو بكر مرضا شديد، ولم يخرج للصلاة خمسة عشرة يوما، وشعر بأن النهاية قادمة فجمع أصحابه، وأبلغهم باقتراب ميعاد موته، وغسل وكفن مثل الرسول، ودفن بجواره، وحزن عليه المسلمين.