”إنما الأعمال بالنيات”.. كيف فسر الأئمة الحديث ؟

في واحد من أعظم الأحاديث المتفق عليها في بيان أهمية العمل واشتراط النية للقيام به، روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه".
وعن هذا الحديث، قال الشافعي إنه يعد ثلث العلم ويدخل فيه سبعين بابا من الفقه، كما قال الإمام أحمد أنه من أهم 3 أحاديث في الحلال تناولوا قصص الحلال والحرام.
وجاء شرح "إنما الأعمال بالنيات"، الحصر والمعنى للأعمال الصالحة أو الفاسدة بالنيات، فيكون خبرا عن حكم الأعمال الشرعية فلا تصح ولا تحصل إلا بالنية ومدارها بالنية.
وفي قول الرسول "وإنما لكل امرئ ما نوى"، يعني أنه المرء لا ينال إلا ما نوى من عمل فإن نوى خيرا جازاه الله خير وإن نوى شرا جازاه الله به وإن نوى مباحا لم يحصل له ثواب ولا عقاب. وتعتي النية، القصد في العمل تقربا إلى الله وطلبا لمرضاته وثوابه.
وتطلق النية في كلام العلماء على معنيين، "نية المعمول له"، والتي تميز المقصود هل هو الله أم غيره، وكان المقصود في السنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والثانية هي "نية العمل"، والتي تشير إلى تمييز العمل، فلا تصح الطهارة بأنواعها ولا الصلاة والزكاة والصوم والحج وجميع العبادات إلا بقصدها ونيتها.
وفي قوله "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله"، والتي يعني بها الرسول الكريم قياس باقي الأعمال على الهجرة، والتي تعني الانتقال من بلاد المشركين إلى بلد الإسلام.
اقرأ أيضًا: غزوة موتة.. حيلة خالد بن الوليد تنقذ المسلمين من الهزيمة أمام الروم
ويوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن من هاجر إلى دار الإسلام حبا لله ورسوله ورغبة في إظهار دينه حيث كان يعجز عنه في دار الشرك فهذا هو المهاجر إلى الله ورسوله حقا، ومن كان مهاجرا لغرض إصابة الدنيا أو نكاح المرأة فهذا مهاجر لأجل الدنيا وليس لأجل الآخرة ولا يؤجر على ذلك.
وتحمل جملة "إلى ما هاجر إليه"، تقليل وتحقير لما طلبه المرء من أمر الدنيا واستهانة به.