بعد واقعة حلوان.. كيف تحمي نفسك من منتحلي صفة الضباط؟

"بدلة ميري كاذبة، مسدس صوت، كارنية مزيف، وسيارة ملونة".. بهذه الأدوات ينتحل بعض المواطنين صفات رجال الشرطة، يشوهون صورتهم، ينالون من الناس دون أي سبب، يسرقون أموالهم، ما يجعل الشعب غاضبا من الضباط، نظرا لتعاليهم وظلمهم لهم، لكن بعد تداول الحديث عن أولئك الجبابرة ينتبه رجال الشرطة لما يقال، ويبدأون في البحث عنهم، حتى يعثروا عليهم، ليصححوا صورتهم أمام كل من ظلم من أولئك المنتحلون، ودفاعا عن نزاهة البدلة الميري التي اقسموا على احترامها.

تكررت حوادث النصب بانتحال صفة رجال الشرطة كمين، وتعددت ما بين كمين أو أفراد في سيارة مغلقة تشبه سياراتهم، يرهبون الناس بما استخدموه من أدوات مثل المسدس والكارنية اللذان يتبين أنهما مزيفان بعد ذلك، وهذا ما حدث مع عجوز مسن، كان يسحب من أمواله من أحد البنوك في حلوان، ثم تفاجأ بسيارة شرطة يخرج من ضباط، يفتشون سيارته، ثم يستبدلون المظروف الموجود فيها بآخر ويذهبون.

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الحادث على أن ما حدث ظلم، ليفاجأ رجال الشرطة بدائرة قسم حلوان بما يقال، ويبدأون على الفور في تكثيف جهودهم والتحريات للعثور على منتحلي هويتهم، حتى وجدوهم ومعهم كل أدلة الإدانة التي استخدموها، واعترفوا على الفور بما فعلوه.

كيف يحمي المواطنين أنفسهم من منتحلي صفة الضباط؟

قال الخبير الأمني، اللواء رضا يعقوب إنه لا يوجد ما يعرف بالجريمة الكاملة، لذا على المواطنين الانتباه لبعض التفاصيل في زي من ينتحلون صفة رجال الشرطة أو السيارة التي يداهمون الأماكن بها، فليس من الطبيعي أن يتواجد الضابط وحده في سيارة شرطة دون وجود عدد من أفراد الأمن معه، يرتدون زي العمل الميداني وهو ما يختلف لونه أسود في الشتاء، وأبيض في الصيف، فقد تتعارض ألوان البدل مع ما قرر لهم، أو حسب الألوان التي يعتادوا روؤيتهم بها في الشوارع.

وأضاف:" الزي يجب أن يكون متوافر فيه عدة شروط أهمها أنه مهندم، وتتواسطه كرافيت في الشتاء عندما يرتدون اللون الأسود، وفي الصيف البدل ذات اللون الأبيض يحب أن يكون في وسطها أزرة ذهبية اللون، والسيارة البوكس التي يأتون فيها يجب أن يكتب على لوحاتها وعليها كلمة شرطة بالعربية، أو كلمة "بوليس" بالإنجليزية، فقد يخطئون في أحد تلك الشروط".

الإجراءات القانونية

قال الخبير القانوني صلاح بخيت، محامي بالنقض والدستورية العليا، إن المواطن فور تعرضه لمثل ذلك الموقف عليه الذهاب لأقرب مركز شرطة، ليحرر محضر بالواقعة، ليتم تفريغ الكاميرات ومعرفة من قام بذلك، وإنه لا يمكن لأي ضابط تفتيش سيارات المارة دون وجود كمين، أو دورية منوطة بالمنطقة.

وأما عن العقوبة فقال الخبير القانوني إنه وفقا لما جاء في المادة 155 من قانون العقوبات من الباب العاشر- اختلاس الألقاب والوظائف والاتصاف بها دون وجه حق، والتي نصت على أن كل من تداخل في وظيفة من الوظائف العمومية ملكية كانت أو عسكرية، من غير أن تكون له صفة رسمية من الحكومة أو إذن منها بذلك أو أجرى عملا من مقتضيات إحدى هذه الوظائف يعاقب بالحبس مدة تتراوح بين 3 أشهر وحتى 10 سنوات".

أما عن المادة 156 فنصت على أن يعاقب كل من لبس علانية كسوة رسمية بغير أن يكون حائزا للرتبة التي تخوله ذلك أو حمل علانية العلامة المميزة لعمل أو لوظيفة من غير حق يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة.