طبيب بمستشفى عزل يروي لـ”الطريق” رحلة الرعب من كورونا بعد عودته إلى أسرته

تعددت ملابسهم في الفترة الماضية، بين "البالطو" أبيض اللون، وبدل الوقاية صفراء اللون، وشاركوا جميعا في ارتداء الكمامات مغطين أنوفهم وأفواههم، والقفازات لأيديهم، لا يهابوا الموت، بمستشفيات العزل، لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد، إنهم خط الدفاع الأول ضد الفيروس الفتاك، جنود الجيش الأبيض من الأطباء وأعضاء الطاقم الطبي.
"أبدأ يومي بالوضوء، ثم الصلاة، وقراءة وردي من القرآن الكريم، متمنيا وداعيا بزوال الغمة التي يعيشها العالم أجمع، بسبب تفشي فيروس كورزنا المستجد، مزهقا أرواح الآلاف"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور هشام سلطان حديثه لـ"الطريق"، واصفا رحلته اليومية في مستشفى عزل 15 مايو.
لم يكتفي كورونا بترويعهم في المستشفيات، بل يهدد حياتهم بعد العودة للمنازل، حتى عقب إجراء مسحات ثنائية لاكتشاف ما إذا كان أحدهم قد التقط الفيروس من المرضى، فقد عزل "سلطان" نفسه لمدة 14 يوما في منزله، وطلب من زوجته وأولاده مغادرته، لحين التأكد من عدم إصابته بالفيروس.
على الرغم من اشتياقه لأفراد أسرته، وتمنيه احتضانهم بعدما رآه من صعوبات، إلا أنه فضل سلامتهم على رغبته، وأبعدهم عن مكان وجوده، واضعا نفسه في عزل صحي لمدة 14 يوم، فقد تسبب كورونا في خوفه على أولاده وزوجته ووالديه.
لطالما واجه خطر الإصابة بالأمراض المعدية، لطبيعة عمله في العناية المركزة، لكن الخطر أصبح أكبر، وأخطر، لسرعة انتشاره، وعدم وجود أي دواء له، بجانب قلة المعلومات الصحية عنه، ما تسبب في الاكتفاء بمكالمة هاتفية من أهله، كما ايطمئن عليه جيرانه بمكالمات هاتفية متمنين خروجه من الحجر دون أي مشاكل.
اقرأ أيضا: ”حكايات على رصيف مدينة لا تنام”.. هل تظل القاهرة الأعلى في معدلات الإصابة بفيروس كورونا؟
ما بين الإنترنت والتلفاز يقضي الطبيب يومه، متمنيا أن تنتهي فترة العزل سريعا ليجلس بين أسرته، ولكنه يشعر بحنين جارف لزوجته وأولاده، لكن "ما باليد حيلة"، فكل العاملين في المستشفيات يضطرون لفعل ذلك، خاصة مع متابعتهم لأعراض المرضى ووفاة الحالات إثر الإصابة بفيروس كورونا المستجد.