خديجة ومريم.. قصة الوداع الأخير لشهيد الأمن الوطني

من المقدم محمد مبروك إلى المقدم محمد فوزي الحوفي، تتواصل تضحيات رجال الداخلية وأسود الأمن الوطني، في سيمفونية فداء تعزف لحن الوطن، يضحون بالحياة نفسها من أجل أن تظل مصر آمنة وقوية.
خلف كل شهيد أب وأم ربياه على حب الوطن وتقديم النفس عزيزة من أجلها، وفي بيت كل شهيد تمكث زوجة تودعه كل صباح وهي تعلم أنه قد لا يرجع لها، إنها طبيعة عمل ومهام أبطال من نوع خاص، يبيتون ويصحون في قلب الخطر.
في هذا الصباح ودعت أمينة ماهر الشيخ، كعادتها زوجها المقدم محمد الحوفي، كان ثمة ما يشغل بالها وخوف غامض تسلل لقلبها. حاول الشهيد البطل أن يهدئ من روعها، فالكل فداء لمصر، قبل أن يهم المقدم الحوفي بالنزول نال قبلات حارة من طفلتيه مريم وخديجة، ٧ سنوات، ٤ سنوات وودعهما بعيون حانية لكن أطال هذه المرة في النظر إليهما وكأنه يعلم أنه لن يرى حبيبتيه بعد هذا الصباح، أوصاهما بنفسيهما وبوالدتهما، قبل أن يطبع قبلة على جبين كل منهما.
في معركة بطولية من أجل الوطن سقط المقدم فوزي الحوفي شهيدا بعد نجاحه مع زملائه في تصفية جميع أفراد خلية إرهابية بعزبة شاهين بالأميرية، قبل أن يصعد للسماء شهيدا، سطر ملحمة حب وفداء تستحقها مصر وتفخر بها طفلتاه ووالداه ومصر كلها.