الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 09:37 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الخير في زمن الكورونا.. شاب يتبرع بمقابر أسرته لدفن ضحايا الفيروس

متوفين كورونا
متوفين كورونا

شهدت محافظات مصر في الفترة الماضية تصرفات غريبة على أبنائها، برفضهم دفن جثامين المتوفيين إثر إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، ما أثار غضب وحزن المواطنين، وزاد حزن أهالي المتوفي، الذي تجد أغلبهم مشتتين بين الحزن على الفقيد الذي مات بشكل مأساوي ولم يستطيعوا توديعه، وبين خوفهم بسبب إصابتهم بالفيروس القاتل.

يتجمهر الأهالي في محاولة منهم لمنع إتمام مراسم الدفن، يعتدوا على سيارة الإسعاف، ويحاولون الوصول للجثمان ليحرقوه في معظم الأحيان، ةتتعالى صرخات أهل المتوفى، محاولين شرح الأمر، وأن فقيدهم غير معدي بالنسبة لهم، وعليهم أن يتركوه لمثواه الأخير بسلام.

مواجهة غير عادلة بين جثة لا حول لها ولا قوة، ومجموعة من الأهالي، يستخدمون كل ما أتوا من قوة حتى يمنعوا دفنها في المقابر، في حين إنها جسد هامد لا يقوى على فعل شئ، وأهله عاجزين أمام كل تلك الأعداد، لا يجدون كا يفعلونه إلا الاتصال بقوات أمنية لمساعدتهم، وحتى ينتهي القلق ويستطيعوا الدفن، يمر على الجثة أكثر من ست ساعات في عربة الإسعاف ملفوفة في كفنها.

لم يكن أمام "مسعود" صاحب الثلاثين من العمر تقريبا، إلا أن يعبر عن غضبه ببعض الكلمات على صفحته الشخصية  علي فيسبوك، واصفا ما يحدث ب"المهزلة"، والمواجهة الغير العادلة، فإذا كانت منظمة الصحة أعلنت عن أن الجثث لا تنقل العدوى، وعن ما يجب فعله عند التعامل معها، فلماذا يخاف الناس وهم لن يقتربوا منها، لم يجد تفسير لما يفعلوه إلا أن الجهل قد أعمى أعينهم.
فكر في أن يقدم المساعدة لأهالي المتوفيين فقرر أن يخصص لهم عيون مقابر أسرته الموجوة في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، فكل من يواجه مشكلة في الدفن، يمكنه أن يدفن في مقابر عائلته، وقد اتفق مع المسئول عن المكان على هذا، حتى يوفر عليهم عناء التعرض لمثل تلك المواقف التي تحبطهم وتتسبب في مضاعفة الحزن على فقيدهم.
اقرأ أيضا: مع ارتفاع درجات الحرارة.. هل تنقل الحشرات فيروس كورونا المستجد بالفعل؟

لم يعارضه أي من أهله بعدما عرض عليهم مبادرته، بل شجعوه ودعموه، لما شاهدوه من لقطات مؤسفة لأهالي الموتى وهم يبكون، أو يحاولون إقناع الأهالي بتركهم يدفنوا الجثمان.