الطريق
الجمعة 18 أبريل 2025 12:28 صـ 19 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
وزارة الصحة الفلسطينية: شهيدان برصاص الاحتلال قرب بلدة أوصرين قضاء نابلس بالضفة الغربية ترامب: سعيد بموافقة المحكمة العليا على البت في حق الحصول على الجنسية بالولادة أعضاء الاتحاد المصرى لكرة السلة يستحوذون على مناصب داخل الاتحاد العربى ترامب: الصين تواصلت معنا مرات عدة وأعتقد أننا سنتوصل لاتفاق معها فيديو| ”فتح”: ما تعرض له الأسرى المحررون يرقى لجرائم إنسانية رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السابق: الصمت الدولى يمنح الاحتلال الضوء الأخضر لانتهاك حقوق الأسرى منتخب اليد يلعب مع البرازيل ٨ و١٠ مايو ودياً نقابة البترول تنظم ندوة توعوية تحت عنوان ”التوعية واشتراطات القيادة الأمنة” اختتام دور المجموعات في كأس الرابطة 2025 وتحديد مواجهات ربع النهائي القيادة المركزية الأمريكية: دمرنا ميناء رأس عيسى النفطي الذي يستخدمه الحوثيون حماس: مستعدون لبدء مفاوضات الصفقة الشاملة كريم فهمي يكشف كواليس ”وتقابل حبيب” مع لميس الحديدي الاثنين المقبل

كافيهات الليل وآخره.. رشا فقدت أنوثتها فى حفلات البانجو العائلية

ندم-تعبيرية
ندم-تعبيرية

المتهمة: زوجى ضيعنى.. وقررت تكوين شبكة آداب للإنفاق على المخدرات

نشأت فى كنف أسرة بسيطة، انتظرت فرصة الزواج من رجل يقدرها وينتشلها من الفقر، كانت تحلم بالزواج وهى فى سن صغيرة، وتحقق الحلم فور بلوغها سن التاسعة عشرة، تقدم لخطبتها شاب يعمل فنى كهرباء فى إحدى شركات دول الخليج.

عاشت فتره جميلة أثناء الخطوبة، ظنت أن الحياة ابتسمت لها، كان خطيبها يغدق عليها بالأموال والهدايا، راحت تعد الأيام التى سترتدى فيها فستان الزفاف الأبيض وتنتقل إلى العيش مع حبيبها، مرت الأيام وتم تحديد موعد للزواج، وفى حفل عائلى بسيط ضم الأهل والأصدقاء تم الزفاف.

لم تكن «رشا» تعلم أن الأيام تخبئ وراء الكواليس الكثير والكثير من الكوابيس لها، اكتشفت أن زوجها مدمن للمخدرات وبدونها يصبح متقلب المزاج يثور ويغضب لأتفه الأسباب، ومنذ اللحظة الأولى للزواج علّمها شرب البانجو والحشيش، كان يقدم لها السجائر يومياً من أجل أن يعيشا أحلى ليالى العمر، وفى بعض الأحيان كانت ترافقه فى شراء البانجو من أصدقاء السوء، حتى عرفت الطريق، اعتقد زوجها أنه قد منحها شيئاً جديداً ولكنه وضعها على بداية طريق الانحراف دون أن يدرى مخاطر المزاج بالبانجو والحشيش، تركها فى شقة الزوجية وغادر البلاد، ولم يترك معها سوى مبلغ ضئيل يكفيها بالكاد ويلبى احتياجاتها من المأكل والملبس.

ورغم أن زوجها كان سببا فى تعليمها تعاطى المواد المخدرة إلا أنها كانت تعشقه بشدة، ففى أول يوم قضته بمفردها عقب سفره شعرت بوحدة كبيرة، غادر الونيس الذى كان يشعرها بأنوثتها ومزاجها الخاص، أصبحت كالمجنونة داخل الشقة، لا تعرف ماذا تفعل؟ وضعت همومها فى سجائر البانجو، وازدادت همومها بعد طلب شقيق زوجها أن تترك الشقة وتعيش عند أهلها حتى لا يطمع فيها أحد وتكون مثار شك لدى البعض.

ارتسم الغضب على وجهها وكادت تطرد شقيق زوجها من الشقة، وأثناء احتدام الخلاف والنقاش بينهما، دق جرس الهاتف، كان المتصل زوجها يطمئنها على وصوله واستلامه العمل وعبر لها عن قلقه المستمر بسبب وحدتها القاتلة وطلب منها أيضًا أن تترك الشقة والذهاب إلى والدتها وسيرسل لها مصاريفها الشهرية بانتظام، شعرت بعلامات الشك الذى يساور زوجها فى سلوكها إذا استمرت فى الشقة، فوافقت على المعيشة فى منزل أسرتها لحين عودته، مر شهر على غياب زوجها وفوجئت به يرسل لها مبلغا زهيدا كمصاريف شهرية، صرخت ورفضت استلام المبلغ، وأسرعت للاتصال به وطالبته بثمن سجائر البانجو التى وعدها بها خصوصًا أنه من علمها أن تسلك هذا الطريق (طريق الإدمان)، طلب منها مهلة حتى يرسل لها مبلغا آخر، ووقتها كان والدها يحصل على الحوالة دون أى تعليق منه وخشيت أن تطلب منه ثمن المخدرات خوفاً منه.

وقعت المفاجأة التى لم تكن فى الحسبان، عاد زوجها إلى القاهرة مرة أخرى ولكن بعد أن قامت الشركة بفسخ تعاقدها معه بسبب إدمانه، ورغم فرحتها بعودة زوجها إلا أنها حزنت بشدة بعد علمها بتركه للعمل وهو ما ينذر بدخولهما فى أزمة مالية كبيرة، الأيام تمر والزوج لا يجد عملا، لذا قرر الاتجار فى المخدرات.

بدأ يسلك طريق تجارة المخدرات ولكنه سقط سريعًا فى قبضة رجال المباحث بتهمتى الاتجار والتعاطى، أيام عصيبة عاشتها رشا بمفردها بعد دخول زوجها السجن، بدأت تقترض من شقيق زوجها لشراء المخدرات، وتعرفت من خلال ترددها على أحد تجار المخدرات على بعض الشباب، بدأت تخرج معهم وتقضى الوقت بصحبتهم، عرفت طريق السهر، واستقر بها الأمر فى كافتيريا بشارع الهرم، جلست عدة ساعات تضحك بهستيريا وترقص وتغنى مع زميلاتها، كانت سعيدة بحياتها الجديدة التى ملأت فراغها، نسيت زوجها الغائب، واتفقت مع أصدقائها على أن يتم اللقاء فى شقة الزوجية لقضاء أفضل الأوقات والاستمتاع بالمخدرات بعيداً عن أعين الناس.

وفى الزمان والمكان المحددين، طرق الباب 4 فتيات وشابان فتحت لهم وكان معهم الطعام والمخدرات والخمور، جلسوا يتسامرون ويتراقصون، بدأت الخمر والمخدرات تلعب برؤوس الجميع، وفى آخر السهرة بدأ بعض الشباب يصطحبن الفتيات ويدخلن بهن إلى غرفة النوم لقضاء أوقات من المتعة الحرام، تعالت الأصوات، وبدأت رائحة المخدرات تفوح من المكان، وقام الجيران بالاتصال بأسرة رشا وبشقيق زوجها لإخبارهم بالأمر.

وفى ساعة متأخرة من الليل، سمع الجميع طرقات مدوية على الباب، هرول الجميع لاستطلاع الأمر خوفاً من أن يكون الطارق رجال الشرطة، وبسرعة بالغة تم التخلص من المخدرات وتنظيف المكان، وعندما قامت بفتح باب الشقة وجدت شقيق زوجها ووالدته والغضب يكسو وجهيهما، صرخ الرجل فى ضيوفها وكاد يضرب أحدهم، حاولت أن ترد وتدافع عن كرامتها وكرامة ضيوفها، فنشبت مشادة كلامية عنيفة تطورت لمشاجرة وتشابك بالأيدى، تدخل الجيران لفض المشاجرة ووقفوا بجانب شقيق الزوج خوفاً على سمعة العقار، وأكدوا أنهم اضطروا أن يبلغوه بذلك حتى يوقف هذه المهزلة التى لم تحدث من قبل فى العقار، وأمام الرجال والنساء الذين ازدحموا أمام باب الشقة جمعت الزوجة اصدقاءها وخرجت وأغلقت الشقة بالمفتاح، وعادت إلى والدها فى ساعة متأخرة من الليل فصرخ فى وجهها وقام بضربها علقة ساخنة لخروجها بدون إذنه وتأخرها ليلاً وتسببها بفضيحة كبرى، طردها والدها من المنزل، فقامت بالاتصال ببعض صديقاتها تخبرهن بما حدث، وهمست إحدى الصديقات فى أذنها وطلبت منها الجلوس فى إحدى الكافيتريات بشارع الهرم لاصطياد الشباب والاتفاق معهم على قضاء سهرة حمراء فى مقابل الحصول على مبلغ مالى.

لم تستغرق رشا وقتًا طويلًا فى التفكير وقررت تنفيذ فكرة صديقتها، جلست فى إحدى الكافيتريات، لم تمر سوى دقائق ووقع الصيد الثمين، أحد رجال الأعمال العرب اقترب منها وطلب أن يصطحبها معه لقضاء سهرة، وبدأت تتفاوض على تفاصيل السهرة والمقابل المالى الذى ستحصل عليه، وبعد أن انتهت السهرة، اكتشفت أن هذا الطريق سهل وبسيط، هكذا ظنت خصوصًا بعد أن حصلت على مقابل مادى مغر، شعرت بسعادة بالغة بعد أن تمكنت من الحصول على ما تريد، قامت بشراء مخدرات بالمبلغ كله، وقررت استئجار شقة هى وصديقاتها، وكونت شبكة آداب تزعمتها.

أصبحت حياتها تسير على هذه الوتيرة، كلما أنفقت نقودها ذهبت لاصطياد بعض الزبائن تقضى معهم ليلتها تتحصل منهم على بعض الأموال وعندما تنفق الأموال تكرر فعلتها، ثم بدأت فى تطوير وتوسيع دائرة نشاطها وأصبحت تعقد الصفقات مع رجال الأعمال ومع راغبى المتعة الحرام وتتقاضى المقابل المادى، ظنت أن الأمور ستستمر بهذه الطريقة، ولم تكن تتخيل أن جميع العيون تراقبها وتعد عليها أنفاسها، فضباط مباحث الآداب كانت أعينهم لا تغفل عنها ولكنهم كانوا ينتظرون الوقت المناسب للإيقاع بها، وشاء حظها العاثر أن تقع فى قبضة رجال المباحث فى حالة تلبس هى وبعض صديقاتها أثناء الاتفاق على قضاء ليلة حمراء، تمت إحالتها وصديقاتها إلى نيابة جنوب الجيزة بتهمة التحريض على الفسق والفجور، وممارسة الأعمال المنافية للآداب، وأمرت النيابة بحبسها 15 يومًا على ذمة التحقيق وإحالتها للمحاكمة.