الطريق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 07:31 مـ 24 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
وزير الزراعة يفتتح ويترأس الدورة الـ31 لمجلس إدارة مرصد الصحراء والساحل في العاصمة التونسية محافظ الشرقية يتفقد أعمال الرصف والتطوير الجارية بطريق ”أبو حاكم ـ ميت ابو علي” رئيس جامعة بنها يفتتح المؤتمر الطلابى الثالث لكلية التربية النوعية محافظ كفر الشيخ يتفقد مدرسة «القمح» الحقلية بشباس الملح وزيرة التنمية المحلية تلتقي رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمجلس النواب محافظ الفيوم يبحث آليات تنفيذ حملات توعوية للصحة النفسية للمواطنين وزير الشؤون النيابية يشارك في الجلسة الافتتاحية للمجلس الأعلى للتشاور الاجتماعي في مجال العمل إعلام روسي: الجيش يعلن عن انفجارات وحريق في مستودع ذخيرة رئيسي بعد ”انتهاكات أمنية” ”زراعة محاصيل قابلة للتصدير”.. ورشة عمل بوزارة الري شاهد| الرابر مروان موسى يعلن عن ألبومه الجديد ”الرجل الذي فقد قلبه” وزير الاتصالات يغادر إلى دبى للمشاركة في فعاليات قمة ”الآلات يمكنها أن ترى” مصدر في كاف: التحقيق مع طاقم حكام مباراة أورلاندو وبيراميدز

باحثة تكشف الأسرار التاريخية لمذبحة القلعة بمناسبة مرور 200 عام عليها

مذبحة القلعة
مذبحة القلعة

كشفت الباحثة الأثرية بمشروع القاهرة التاريخية نادية عبد الفتاح، عن الأسرار التاريخية حول مذبحة القلعة والتى وقعت فى شهر مارس عام ١٨١١ وتمكن من خلالها محمد على الانفراد بالحكم بعد أن قتل أكثر من ٥٠٠ من المماليك واتباعهم.

وقالت عبدالفتاح، بمناسبة مرور أكثر من ٢٠٠ عاما على وقوع مذبحة القلعة، إن المصادر التاريخية تصف تلك المذبحة بـ "الأبشع إنسانيا والأروع سياسيا"، وفكر فى تخطيطها لاظوغلى باشا صاحب ميدان لاظوغلى الشهير بالقاهرة ،حيث كان محمد على يريد الانفراد بحكم مصر.

وأضافت أن المماليك كانوا فى ذلك الوقت يرون أنهم الأحق بحكم مصر وكانوا دائمى التمرد ولم تنفع معهم محاولات الصلح والإرضاء التى قام بها محمد على باشا حتى أنه أراد استرضاء "مراد بك" زعيم المماليك وأعطاه حكم الوجه القبلى مقابل مبلغ من المال، واشترط عليه عدم مساعدة المماليك للإنجليز، ولكن لم يجد هذا معهم نفعا.

وأكدت أن محمد على كان على دراية تامة بكره المماليك له وعزمهم على التخلص منه متى أتيحت لهم الفرصة، ولكنه كان أكثر ذكاء منهم وكان يغير خططه وتنقلاته تبعا للأخبار والمعلومات الواردة عن مؤمرات المماليك التى يحاكونها ضده.

وأوضحت أنه فى هذا الوقت كان الجيش المصرى فى إنتظار الإشارة للتحرك صوب الحجاز للقضاء على الحركة الوهابية بتكليف من السلطان العثماني، وأثناء قيام محمد على بالتجهيزات اللازمة للجيش المصرى وصلته أخبار مؤكدة بأن المماليك بقيادة شاهين بك ينوون استغلال الظروف الصعبة التى يمر بها محمد على لاستعادة الحكم.

وقالت إنه لما عاد محمد على من الوجه القبلى أخذ يجهز جيشا ليتجه إلى الحجاز لمحاربة الوهابية تلبية لنداء السلطان العثمانى وبدأ يهيئ للحملة إلى بداية عام 1811، وجعل قيادة الجيش لأبنه أحمد طوسون باشا، ونظم مهرجانا فخما بالقلعة كان يوم الجمعة الموافق 1 مارس 1811 للإحتفال بإلباس ابنه خلعة القيادة. موضحة أن هذا النوع من الإحتفالات يعد من المواكب المشهودة التى تحشد لها الجماهير ولذلك لم يشك المماليك فى تلك الاحتفالية.

وتابعت إن محمد على دعا جميع الأمراء والبكوات المماليك وأتباعهم، وكان عددهم اكثر من ٥٠٠ لحضور الحفلة، فاعتبر المماليك هذه الدعوة علامة رضا منه، وأرتدوا أجمل وأثمن ثيابهم وأمتطوا خير ما لديهم من الجياد وذهبوا فى صبيحة ذلك اليوم.

وعن تفاصيل يوم المذبحة، أوضحت أن البكوات المماليك دخلوا على محمد على باشا فى قاعة الإستقبال الكبرى، واستقبلهم بحفاوة وقدم لهم القهوة وتجاذب هو وضيوفه الحديث، ثم مالبث أن أذن مؤذن الرحيل فقرعت الطبول فكان ذلك إعلان بالتأهب لتحرك الموكب.

وأضافت أنه لما تقلد الأمير طوسون باشا اللواء، بدأ الركب يسير منحدراً من القلعة، وسار الموكب فى نظام إلى باب العزب (باب القلعة من الجهة الغربية)، ثم جاءت وقت التصفيه الجسدية واختلط صراخ الرجال بصهيل الجياد.

وأكدت أنه تم قتل جميع المماليك واتباعهم ، ولم ينج منهم إلا واحدا يدعى "أمين بك"، والذى كان فى مؤخرة الصفوف، فلما رأى الرصاص ينهال عليهم، صعد بجواده إلى المكان المشرف على الطريق، ووصل إلى سور القلعة، وقفز به وترك الجواد يتلقى الصدمة، فتهشم الجواد، ونجا هو من الموت، ومضى فى طريقة نحو الصحراء متنكرا حتى وصل جنوب سوريا.

وحول أسباب إختيار باب "العزب" ليكون موقعا للمذبحة، أشارت إلى انه عبارة عن ممر صخرى منحدر تحيط به الصخور على الجانبين، وبالتالى فلا مهرب ولا مخرج من المذبحة التى نفذتها جنود محمد على بإحكام.

وعن رد فعل المصريين عن هذه المذبحة ، قالت الباحثة الأثرية نادية عبد الفتاح إنه فى بداية الأمر لم يكن أحد من سكان المحروسة يتنبأ بوقوع مذبحة، فكانت الجماهير يعلوها الإبتهاج ولكن سرعان ما إنقلب الفرح إلى ذعر ساد بينهم وتفرق الناس وأُقفلت الدكاكين والأسواق وهرع الجميع إلى بيوتهم وخلت الشوارع من المارة.

وأضافت انه سرعان ما انتشرت جماعات من الجنود الأرناؤوط فى أنحاء القاهرة يفتكون بكل من يلقونه من المماليك واتباعهم ويقتحمون بيوتهم وينهبون ما تصل إليه أيديهم بل تجاوزوا بالقتل والنهب إلى البيوت المجاورة.

وأكدت أن تلك الفوضى استمرت ثلاثة أيام قتل خلالها نحو ألف من أُسر وعائلات المماليك ونهب خمسمائة بيت، ولم يتوقف الأمر إلا بعد نزول محمد على بنفسه إلى شوارع المدينة ليتمكن من السيطرة على جنوده وأعاد بنفسه الإنضباط ،وهكذا استطاع محمد على الإنفراد بالحكم.