اغتصاب وتجارة عبيد.. «الدارك ويب».. الوجه الدموي لـ«الانترنت»

جرائم اغتصاب أطفال وتجارة الأسلحة وأسواق بيع البشر في «الانترنت السري»

إنترنت الظلام يخترق غرف نوم الأطفال دون رقابة أسرية

دائرة سرية تدير الإنترنت المخيف ومن يخرج عن القواعد ويفشي الأسرار يقتل بطريقة بشعة

لغز عمليات الخطف الجماعي والتعذيب في «الغرف الحمراء».. وحقيقة «الأرنب السيء»

التوأمان يصدران أوامر قتل خفية لأي شخص في العالم ويحددان وقت الجريمة وبثها مباشر

الحكومات فشلت في السيطرة على «المجرم الشبح» .. خبير أمن المعلومات: «الأجهزة الأمنية بالعالم لا تستطيع إغلاقه أو الوصول لمستخدميه»

قاتل محترف على الإنترنت المظلم كشفه «جي بي إس»

«الجمجمة السوداء» عقاب «الدرك ويب» لمخترقي قوانينه

مدرس: طالب وقع في شباك هاكرز أمريكي وعلمه صناعة المخدرات

 

لعلك سمعت يومًا المقولة التي تفيد بأن العالم أصبح قرية صغيرة، وذلك بفضل الإنترنت، لكن أتعلم أن الإنترنت الذي تستخدمه يوميًا، لتتصفح المواقع المختلفة وتصل لكل المعلومات التي تريدها لا يمثل 5 بالمائة من إجمالي المواقع والمتصفحات المستخدمة حول العالم.

 

 

قال خبير أمن المعلومات، وليد عبد المقصود، إن شبكة الويب العالمية تنقسم لثلاثة أجزاء، الجزء الأول منها هو الإنترنت العادي، الذي نستخدم فيه المتصفحات المعتادة مثل جوجل، وياهو، وفيسبوك، وغيرها، والصفحات الظاهرة أمامنا، وبضغطة واحدة فقط تصل إلى ما تريد، وهو يعرف بالإنترنت الطافي، كما أنه قابل للفهرسة.

 

وأضاف خبير أمن المعلومات في تصريحات خاصة لـ«الطريق»، أنه يتكون من المواقع ومحركات البحث المعروفة، مثل جوجل، وفيسبوك، وياهو، وفايرفوكس، ويمثل 5 في المائة من المحتوى العام للإنترنت ومواقعه.

 

الديب ويب

 

وأكمل خبير أمن المعلومات قائلًا: «الجزء الثاني أو الطبقة الثانية هو الإنترنت الخفي أو الويب العميق، أو ما يعرف بالإنجليزية بـ«ديب ويب deep web»، وهو مستوى أعمق من الإنترنت العادي، ويستخدمه الهاكرز لفك رموز وشفرات المواقع المختلفة والحصول على معلومات منها، أو التحكم فيها بشكل أو بأخر، ويمثل 95 من إجمالي مساحة الإنترنت.

 

وأشار «عبد المقصود»، إلى أنه لا يتم فتحه عن طريق نفس محركات البحث العادية كجوجل وغيره، بل هناك برامج صممت له خصيصًا، تتطلب معرفة كبيرة بالشفرات والأرقام للتعامل معها، يتكون من صفحات ديناميكية، لا يمكنك أن تجدها على محركات البحث العادية لأنها لا تؤرشف بداخلها، ولكي تتصفح محتواها عليك استعمال الصفحات الخفية، كما أنها ليس لها جهة مالكة، أو جهة تتحكم فيها.

 

وأكمل: "لتلك الصفحات بروتوكولات خاصة، لذا لن تجد أن النظم المعروفة في الإنترنت العادي، مثل الـ.com، والhttp ، والـ.net، لا يعمل فيها، كما أن صفحاتها يتيمة، أي أنه لا يوجد روابط لصفحة في صفحة أخرى، وصفحات ذات الوصول المحدود، وهي المانع الحقيقي لمحركات البحث العادية من الوصول إلى المحتوى الخاص بالموقع، ويصعب تتبعها والتجسس عليها وبالتالي على مستخدميها".

 

الدارك ويب

 

يقول خبير أمن المعلومات، إن الإنترنت المظلم، أو مايعرف بـ«الدارك ويب»، هو الجزء الأعمق من الإنترنت، ولا يصل إليه إلا المحترفين، الذين لطالما تدربوا على فك الشغرات والرموز الصعبة والمعقدة، يدخلوا إليه عن طريق برامج التشفير، حتى يحقق الوالج الشرط الوحيد للدخول، وهو تشغير الهوية، حتى لا يستطيع أن يصل للمستخدم أي شخص أوجهة.

 

كما أن الشخص لايستطيع الدخول وحده إلى الإنترنت المظلم، بل يحتاج لمصدر ثقة، وهو شخص من الموجودين داخله بالفعل، يرسل أحدهم دعوة لمن يريد الولوج إلى العالم الخفي.

 

تجارب المصريين مع الدارك ويب

 

قال "محمد.ح"، مدرس إنجليزية لطلبة المرحلة الثانوية، بأحد مدارس الإسكندرية، إنه فوجئ بغياب أحد الطلبة لفترة طويلة عن المدرسة والدروس، وبعدما عاد الشاب كان في حالة يرثى لها، فاستغرب المعلم لحاله وسأله عن سبب كل ذلك الإرهاق البادي عليه، ليجيب التلميذ بأنه كان مدمن للمخدرات وفي مرحلة العلاج.

 

أكمل المعلم كلامه قائلًا: "أنا سيبته لحد ما خلصنا درس، وطلبت منه يحكيلي اللي حصل، قالي إنه كان ليه واحد صاحبه من أمريكا هاكرز، أتعرف عليه عن طريق الإنترنت، ودخله على الدارك ويب، وهو بيقلب شاف فيديوهات بتعلم الناس يعملوا مخدرات من مواد بسيطة، زي أدوية الكحة والإسهال، وبيخلطوا أنواع معينة بنسب محددة، فبتعملهم مخدر أقوى من اللي بيتباع برا، ولو اتمسكت بيه في أي مكان محدش يقدر يكلمك لإن دي أدوية مسموح بتداولها".

 

كان المدرس الثلاثيني يعتقد أن الأمر انتهى حتى هنا، وأن ذلك الشاب ضل بسبب الأمريكي، حتى أتت إليه إحدى طالباته وقالت له إنها تشاهد الأفلام الإباحية باستمرار، لكنها لم تعد تثيرها، فعندما تحدثت مع صديق لها، ادخلها إلى الإنترنت المظلم، وتفاجئت بما رأته من أفلام تحرض على العنف.

 

أشهر قتلة الدارك ويب

 

هو أشهر المجرمين على الديب ويب، شخص متوسط الحجم، يرتدي رأس لأرنب كبير في الحجم، يرتسم على قناع الأرنب ضحكة شريرة مخيفة، أمريكي الجنسية، كان من المفترض أن يبلغ من العمر من العمر تقريبًا 70 عام، كان يبث كل جرائمه على الدارك ويب من البرازيل، حيث كان يرأس عصابة تخطف الإطفال.

 

وكشفت التحقيقات فيما بعد أن الأرنب القاتل كان يعمل معه أشخاص يخطفون له الأطفال، أو يعطي أموال لبعض الفقراء لاستراج ضحايا صغار له، أو يسرقهم همو بنفسه، مثلما فعل في إحدى حفلات أعياد الميلاد، حيث اعتبره أصحاب المنزل هدية من أحد القادمين، وتركوه يلعب مع الأطفال، حتى فوجئوا بأن الطفل صاحب العيد ميلاد غير موجود.

 

يتلذذ «الأرنب السيئ» باغتصاب الأطفال حتى عمر أربع سنوات، وقد يموتو وهو يغتصبهم، أو يظلوا على قيد الحياة ليلاقوا موتة أبشع عن طريق شق جسدهم نصفين بداية من العضو التناسلي بمنشار كهربائي، ألقي القبض عليه عام2014.

 

خرج في أحد أيامه كالعادة ليبحث عن ضحية جديدة، وبعد اختطافه لطفل يرتدي ساعة مبرمجة بنظام «جي بي اس»، وبعد اكتشاف أهله اختفاءه، بلغوا الشرطة عن غياب صغيرهم، وبتتبع الساعة استطاعت الشرطة تحديد مكانه، وكان يختبئ في مزرعة في البرازيل، وبعدما اقتحمتها الشرطة صادرت كل أجهزة المراقبة الموجودة وشرائط فيديو تعذيب الأطفال.

 

التوأم

هما شخصان يرتديان أزياء عادية، وأقنعة، يقومان بالمزادات العلنية بالبث المباشر، ليختاروا من خلالها الشخص الذي يريدونه أن يكون صاحب التعليمات الخاصة بالجريمة التي تبث مباشرة، لا يحددا عمر للشخص المخطوف ولا الجنسية، ويعبروا القارات ليحصلوا على جنسية مختلفة في كل مرة.

 

الغرف الحمراء

هي غرف تظهر باللون الأحمر، يتم عمل حفلات تعذيب بها، سواء كانت فرادى أو جماعية، حيث يختطف الشخص مجموعة كبيرة من الناس، ويتلذذ بتعذيبهم بشكل مخيف، ومن خلال أعداد المشاهدين يحدد المبلغ المدفوع لصاحب الفيديو.

 

ماهو محتوى «الدارك ويب»؟

يتنوع محتوى «الدارك ويب» ما بين بيع أسلحة، تبدأ من الخناجر والسكاكين وتصل إلى رشاشات وقنابل، ويوجد تجارة للعبيد، الذين يتم خطفهم من بلادهم وعرضهم بالصور والمعلومات مثل الوزن والطول، كما يوجد مواقع للقتلة المأجورين، ويكتب فيها أسعارهم التي يتلقوها مقابل إتمام ما طلب منهم، كما تجد قسم كامل لتجارة الأعضاء، عندما تتواصل مع أصحاب المواقع يعطوك ميعاد زمكان تذهب إليه، وبعد ذهابك يتم سحب عينة من دمك حتى يتأكدوا من الفصيلة، ويوفروا العضو المناسب لك، بالطرق الغير شرعية.

 

لعل أبشع محتويات الدارك ويب هو حفلات القتل الجماعية، والتي تعرف بالغرف الحمراء، وعروض القتل والاغتصاب، وتجارة المخدرات، وحفلات لعبدة الشياطين، وبعض الفيديوهات للطلاسم الخاصة بجلب الشياطين.

 

هناك استخدام أخر سلمي للديب ويب، وهو الخاص بالساسة والصحفيين، ويستخدموه لكشف فضائح خاصة ببعض الرموز الكبيرة في مجتمعهم، خوفًا من بطشهم بهم، فتجد فيديوهات مصورة لبعض أعمالهم المشبوهة، وبالطبع لا يصل أي شخص لموقعهم بسبب التشفير الخاص بالمستخدم، الذي يوفره لهم الموقع في الأساس.

 

أفلام مستوحاة من الظلام

فيلم «taken»: وفيلم يتكون من ثلاثة أجزاء، يناقش أحد قضايا الإنترنت المظلم «دارك ويب»، وهي التجارة في النساء، حيث تختطف العصابات التي تتخذ الدارك ويب ملجأ لها السيدات من كل بلاد العالم، وتبيعهم كصفقات على الإنترنت بعد عرضهم زكتابة الاسم والوزن والطول.

 

-فيلم "the purge": ناقش الفيلم أحد العقائد المأخودة من الديب ويب وهي عقيدة التطهير، حيث يسمع للأفراد بالقتل قانونيًا لمدة 12 ساعة في شهر مارس من كل عام، حتى تقل معدلات الجريمة في البلاد، وتلك المعادلة تعرف بتسم "التطهير"، أي تطهير النفس من الأثام.

-فيلم "the strangers": قصة الفيلم مأخوذة من التوأم، اللذان يبثان مقاطع فيديو مباشرة لهم من خلال الدارك ويب، والذين يصطادون ضحاياهم من كل مكان في العالم.

 

ألعاب الموت

انتشرت في الفترة الماضية عديد من الألعاب التي تودي في نهايتها بحياة اللاعب المستخدم لها، وتلك الألعاب ماهي إلا أفكار مستوحاة من ألعاب الدارك ويب، التي قد تكون طلاسم وطرق لتحضير الجان دون أن يلاحظ الفرد ذلك.

 

الحوت الأزرق: "توفى أكثر من شخص على مستوى العالم، ومنهم مصريين، في الفترة الماضية، بسبب لعبة أسمها "الحوت الأزرق"، التي تجبر اللاعبين على بعض الخطوات لمدة 40 يومًا، وبعد ذلك تدخل على بيانات اللاعب ويبدأ مبرمجي اللبعبة في استخدامها ضده حتى ينتحر، بعدما يهددون بقتل أسرته بأكملها.

 

اللعبة تعتمد على بعض المعادلات النفسية، التي يستطيع الشخص من خلالها التحكم في كل من أمامه، وإقناعهم بما يريد حتى لو كان الانتحار.

 

- لعبة مريم: عرفت في الفترة الماضية وأودت بأرواح بعض الشباب المستخدمين لها، وكانت قصتها بنت تائهة، تطلب من صاحب الهاتف المساعدة،لكن هناك بعض المشاكل التي تحدث في منتصفها وتؤثر على اللاعب.

 

قال الخبير العسكري، اللواء عبد المنعم كاطو، إن الحوت الأزرق ومريم سببا الكثير من القلق على الشباب، ولكن لو كانت أفكارهم مستوحاة من الدارك ويب، فهذا ينظر بكارثة أكبر، وهي محاولة الترويج له على أنه شئ عادي، لا ضرر منه، ونشر أفكاره بين الشباب.

 

وأضاف الخبير الاستراتيجي، أنه على كل أجهزة الدولة أن تتحد، لمجابهة ذلك الخطر، وهو محاولة للترويج للدارك ويب، لذا يجب أن يكون هناك رقابة على الألعاب.

 

البيت كوين

 

البيت كوين هو عملة رقمية مستخدمة بين رواد الدارك ويب، وبالطبع هي عملة غير قانونية، تعتمد على تشفير وتجميد الحسابات بطريقة صعبة، لا يصل إلى فكها إلا الطرف البائع في العمليات.

يقول خبير بنوك، إن «البيت كوين» هو ثورة جديدة من نوع آخر، تمثلت في ظهور مايسمى بالعملة الإلكترونية Electronic money، والتي تعتبر عملات رقمية افتراضية تستخدم في المبادلات والمعاملات المالية كالحوالات المالية والدفع المباشر الكترونيا.

 

وأضاف: «يوجد عشرات الأنواع من هذه العملات مثل الـ Bitcoin" ولايتكوين وفاكوين ونيمكوين وبيركوين وفزركوين».

من المسئول عن الدارك ويب؟

لم يتم التعرف على أي جهة مسئولة عن الدارك ويب، شرعية كانت آو غير شرعية، بل يتعجب البعض من ترك الحكومات له دون القضاء عليه، لكن كل محاولات اختراقه تبوء بالفشل، مما دفع البعض للقول بأنه يتحكم به كيانات شيطانية، وبالتالي تعطي السلطة والقوة لمستخدميه، وتخفيه عن أعين الجميع.

 

معاقبة الخائن

يعاقب «الدارك ويب» بمعاقبة الخائن بطرق مختلفة، فإذا كان خطأه غير مقصود، أو صغير، فيكتفي بفولت عالي من الكهرباء لجهازه الذي يستخدمه، وعليه معلومات عن الدارك ويب، ليحترق بالكامل، ولا يستطيع حتى نقل ما عليه من محتوى.

 

وهناك عقاب للخائن الذي يتسبب في المشاكل الكبيرة لبعض المستخدمين، وهو الجمجمة السوداء، وهنا يعني موت المستخدم بأبشعع الطرق الممكنة، فقد احتوت بعض مذكرات المستخدمين على ظهور شاشة سوداء وعليها جمجمة، وبعدها ماتوا بطرق بشعة، مثل التي قد تراها في فيديوهات الدارك ويب.