الطريق
الأربعاء 23 أبريل 2025 11:56 مـ 25 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
زاهي حواس: العالم ينتظر بشغف افتتاح المتحف المصرى الكبير وأتمنى تكريم فاروق حسنى لأنه صاحب الفكرة البيت الأبيض بشأن غرامة الاتحاد الأوروبى على شركتي ميتا وأبل: لن نتسامح مع هذا الابتزاز الاقتصادي الجديد فيديو| قصف بلا هوادة ونسف للخيام والمنازل.. الحياة في غزة تتحول إلى جحيم اتحاد اليد يقرر ترشيح خالد فتحى علي منصب النائب فى انتخابات الاتحاد العربى إعلام فلسطيني: إصابة 4 فلسطينيين برصاص مستوطنين في هجوم على قرية بالأغوار الشمالية بالضفة الغربية البيت الأبيض: الرئيس ترامب بدأ صبره ينفد إزاء السلام في أوكرانيا اتحاد العمال يهنئ الرئيس السيسي بذكري تحرير سيناء بعد سماع أقواله.. إخلاء سبيل مدير بيطري طنطا في واقعة قتل كلب هاسكى الشيخ محمد عبد العزيز.. رمز للتسامح والعمل المجتمعى بأسوان مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة يكرم الفنانة الكبيرة لبلبة منصات الصين الرقمية تعيد تشكيل خريطة التجارة الإلكترونية عالمياً شاهد| برلمانية أردنية: أي جهة غير حكومية تمارس أي نشاط في المملكة الأردنية وجب إيقافها

أبناء دمشق.. ورقة ضغط أردوغان لفرض إرادته اللاشرعية على الأراضي السورية

أردوغان واللاجئين
أردوغان واللاجئين

سيرا على الأقدام ترك الديكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان، اللاجئين من أبناء سوريا يتدفقون لدول أوروبا، تلك الخطوة المفاجئة التي تأتي تحسبا لتدفق وشيك لمزيد من اللاجئين من أبناء إدلب، وكل ذلك يحدث نتيجة تعنته وإصراره على التدخل دون وجه حق في الشأن السوري ومواجهة قوات الرئيس بشار الأسد داخل أراضيه.
فهل قرر أردوغان الانتقام من دول أوروبا كونها رفضت دعم هجماته اللاشرعية على سوريا.. أم أنه وضع نفسه في مأزق وبات يتصرف بلا هوادة؟

أردوغان يفتح الحدود أمام اللاجئين

ترك الديكتاتور العثماني رجب أردوغان اللاجئين من أبناء سوريا، الذين لجأوا لبلاده يطالبون منه الحماية، يخرجوا سيرا على الأقدام لينتشروا عبر الحدود مع اليونان وبلغاريا، كما وجهت تعليمات رسمية للشرطة التركية، وخفر السواحل ومسؤولي أمن الحدود، بأن لا يمنعوا اللاجئين من عبور الحدود سواء عبر البر أو البحر، تلك الخطوة التي جاءت بسبب مخاوف تدفق جديد من اللاجئين من أبناء إدلب.

اقرأ أيضا: مسؤول روسي: الجيش الروسي موجود فى سوريا بدعوة على عكس القوات التركية

أردوغان لم يرحم الأطفال

ولم يخشى الرئيس التركي الله، وهو يلق بالأطفال والنساء الذين يأتوا ضمن مهاجرين وصل عددهم لـ300 نحو الحدود في إقليم أدرنة التركي في منتصف الليل تقريبا، والكارثة أنهم على يتحركوا في هذا البرد القارس سيرا على الأقدام، ولم يكن من ضمن المجموعة سوريين فقط، بل كان هناك أيضا إيرانيين وعراقيين وباكستانيين ومغاربة.

أللاجئين

مواجهة خطوة أردوغان برفض شديد

رفضت بلغاريا خطوة تدفق اللاجئين القادمين من تركيا إليها، وهو ما بات واضحا من التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع البلغاري كراسيمير كاراكاتشانوف، فقد أكد أن بلاده على أتم الاستعداد لنشر ما يصل إلى 1000 جندي ومعدات عسكرية على الحدود مع تركيا لمنع تدفق المهاجرين، بعد وصفهم بأنهم غير شرعيين.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد منعت الشرطة البلغارية مجموعتين مؤلفتين من قرابة 30 شخص من دخول بلغاريا.

اشتباكات على الحدود التركية اليونانية

لم يتغير موقف اليونان عن بلغاريا، فهي الأخرى أعربت عن رفضها لاستقبال اللاجئين من أبناء سوريا، الذين حاولوا التدفق من سوريا، لكنها أتبعت أسلوب مختلف، فلم تكتف بمجرد التأكيد على استعدادها لمنعهم فقد دخلت الشرطة اليونانية في اشتباكات مع 4 ألاف مهاجر خلال محاولتهم دخول البلاد.

اشتباكات على الحدود

الجيش السوري لن يتراجع

الدكتور محمد سيد أحمد استاذ الاجتماع السياسي والخبير في الشأن السوري، أكد أن هناك عدة خطوات أشارت إلى فشل الرئيس التركي أكثر من مرة وأنه بات في مأزق حقيقي، تلك الخطوات التي جعلته يلجأ لورقة اللاجئيتن، وهذه الخطوات عند تناولها بالترتيب، نجد أنها تبدأ بالانتصارات التي حققتها قوات الرئيس بشار الأسد الجيش وجد أردوغان نفسه في مأزق حقيقي، لأن أحلامه بالكامل أنهارت، لذلك لم يجد أمامه سوى اللجوء لسياسة التهديد إعتقادا منه أن يتراجع الجيش السوري وينسحب من إدلب، وهو ما لن يحدث.
 

اقرأ أيضا: بعد فتح الأبواب أمام اللاجئين.. 18 ألف مهاجر على الحدود بين تركيا وأوروبا

أردوغان يهدد روسيا

واستطرد أحمد في تصريحات خاصة لـ "الطريق" أن الديكتاتور العثماني وجه سلسلة تهديدات لروسيا لإجبارها على عدم مساعدة الجيش العربي السوري، مررجا أكاذيب بأن ما تفعله موسكو في إدلب هي عبارة عن جرائم حرب، مشيرا إلى أن الرد الروسي كان واضح واضح، وهو ما تبين من خلال التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي قال أن القضاء على الإرهاب في إدلب أمر حتمي، علاوة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد أن أكد أنه لن يتخلى عن دعم سوريا حتي لو وصلت الحرب إلى شوارع موسكو.

الدكتور محمد سيد أحمد

استدعاء تركي لواشنطن

نوه الدكتور محمد سيد أحمد أن الرئيس التركي حاول استدعاء أمريكا لمساعدته، لكن من الواضح أنها قررت التخلي عنه، خاصة وأن ترامب يستعد للدخول في منافسة قوية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وليس لديه أي قدرة على التورط في عمل عسكري مباشر في سورية، موضحا أنه وأمام فشل التدخل الأمريكي، لم يجد أردوغان سوى التوجه للاتحاد الأوروبي لمساعدته عن طريق لقاء رباعي في اسطنبول يضم المانيا وفرنسا وتركيا وروسيا، منوها أن الهدف من هذا اللقاء هو ممارسة الضغوط على روسيا للتخلي عن سوريا وهو ما رفضته موسكو تماما.

مواجهة أردوغان مع المعارضة

ويرى أستاذ الاجتماع السياسي والخبير في الشأن السوري، أن الانتصارات التي حققها الجيش السوري وتكبيده تركيا خسائر في الأرواح بدأت المعارضة ترفع صوتها وتتهم أردوغان بالتورط في عمليات عسكرية خارجية فاشلة وليس لها مبرر، لذلك حاول أن يجذب أي قوى دولية لمساعدته خاصة حلف الناتو، مضيفا أن الناتو وعندما تقاعس في مساعدته لم يكن أمامه إلا الورقة القديمة وهى فتح الحدود لتدفق اللاجئين.

مشكلة إرهابيين وليس لاجئين

وفقا لرؤية خبير الشأن السوري الدكتور محمد سيد أحمد، فإن المشكلة لا تتعلق باللاجئين السوريين، لكنها تكمن في الإرهابيين الفارين من إدلب، منوها أن تركيا وكيفما كانت بوابة لقدوم الإرهابيين للأراضي العربية السورية من كل أنحاء العالم، الآن سوف تتحول لبوابة تساعد على العبور العكسي للعودة إلى البلدان التي أرسلتهم، مؤكدا أن كافة وسائل الضغط التي يعتمد عليها رجب طيب أردوغان لن تجعل أحد يتورط في مواجهة الحليف الروسي على الأرض السورية.

بوتين والأسد

ورقة ضغط

اعتبر مصطفى صلاح الباحث السياسي المتخصص في الشأن التركي أن ملف اللاجئين يعد أحد أهم الأوراق التي يعتمد عليها رجب أردوغان للضغط على الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن تركيا تريد أن توظف هذه الورقة في مقايضة دول الاتحاد فيما يتعلق بتمرير سياسة تركيا الخارجية وخاصة في سوريا.

سلاح ذو حدين

يرى صلاح في تصريحات خاصة لـ"الطريق" أن ملف اللاجئين يعتبر سلاح ذو حدين بالنسبة للجانب الأوروبي فمن ناحية يمكن لدول الاتحاد أن تتعاون مع القوى الإقليمية والدولية في سوريا للوصول إلى تسوية داخلية شاملة للأزمة في سوريا، ومن ثم اتخاذ إجراءات إعادة الإعمار والتي ستنعكس بصورة إيجابية على المصالح الأوروبية وأمنهم، ومن ناحية أخرى فإن دول الاتحاد في بداية الأزمة حاولت أن تلقي بسياساتها في سوريا في اتجاه دعم تركيا وهو الأمر الذي استغلته أنقرة لتحقيق نفوذ إقليمي بل وتهديد المصالح الأوروبية.

مصطفى صلاح

فوائد ملف اللاجئين لدول أوروبا

نوه الباحث السياسي أن أزمة اللاجئين قد تدفع الجانب الأوروبي إلى محاولة استعادة دوره في سوريا من خلال التعاون مع روسيا في الوصول والتسريع بجهود التسوية الداخلية للتغلب على هذه المشكلة، مشيرا إلى أنه من الممكن أيضا أن تؤدي هذه الخطوة لفرض عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية على تركيا فعلت الدول الأوروبية من قبل بعد عملية نبع السلام في الشمال السوري، والتي ساعدت في اطلاق سراح الكثير من المجندين الدواعش من السجون الكردية، وبناء عليه اتجهت الدول الأوروبية إلى دعم الأكراد كبديل عن دعم تركيا في سوريا، لكي تحافظ على مصالحها.

بعيدا عن التعاون مع تركيا

واختتم الباحث مصطفى صلاح بالإشارة إلى أن الدول الأوروبية وإذا حاولت أن تتدخل في منطقة إدلب فسيكون الأمر بعيدا عن التعاون مع تركيا، لأن العلاقات بين الطرفين تشهد العديد من الأزمات بسبب السياسات التركية التي تزيد من أزمات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي الأوروبي.

ازمة اللاجئين

تحذيرات سابقة

يشار إلى أن الرئيس التركي سبق وقد وجه تحذيرات بأن بلاده ستضطر لفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين الساعين للوصول إلى أوروبا، في حال عدم حصول أنقرة على مزيد من الدعم الدولي لإقامة منطقة أمنة شمال شرق سوريا .