الطريق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 07:15 مـ 24 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
وزير الزراعة يفتتح ويترأس الدورة الـ31 لمجلس إدارة مرصد الصحراء والساحل في العاصمة التونسية محافظ الشرقية يتفقد أعمال الرصف والتطوير الجارية بطريق ”أبو حاكم ـ ميت ابو علي” رئيس جامعة بنها يفتتح المؤتمر الطلابى الثالث لكلية التربية النوعية محافظ كفر الشيخ يتفقد مدرسة «القمح» الحقلية بشباس الملح وزيرة التنمية المحلية تلتقي رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمجلس النواب محافظ الفيوم يبحث آليات تنفيذ حملات توعوية للصحة النفسية للمواطنين وزير الشؤون النيابية يشارك في الجلسة الافتتاحية للمجلس الأعلى للتشاور الاجتماعي في مجال العمل إعلام روسي: الجيش يعلن عن انفجارات وحريق في مستودع ذخيرة رئيسي بعد ”انتهاكات أمنية” ”زراعة محاصيل قابلة للتصدير”.. ورشة عمل بوزارة الري شاهد| الرابر مروان موسى يعلن عن ألبومه الجديد ”الرجل الذي فقد قلبه” وزير الاتصالات يغادر إلى دبى للمشاركة في فعاليات قمة ”الآلات يمكنها أن ترى” مصدر في كاف: التحقيق مع طاقم حكام مباراة أورلاندو وبيراميدز

”هتوحشني يا أدهم”.. قصة الحوار الأخير بين الأم وطفلها قبل مذبحة الهرم

طفل يبكي-ارشيفية
طفل يبكي-ارشيفية

عيونها لاحظته بحنان وهو يبستم لها معتذرا عن تناول وجبة العشاء، و«النبي ياماما مليش نفس»، لتقنعه في النهاية بكوب لبن قبل النوم ليقوى جسمانه، بحضن دافئ وقبلة في جبينه ودعت الأم طفلها ليستيقظ مبكرا للمدرسة، وهمت للخروج من غرفته، لكن شيئا ما أمسك رجليها وجعلها تستدير لتطيل النظر إلى ملاكها النائم وكأن قلبها يحدثها بأنها النظرة الأخيرة لطفلها البالغ من العمر 9 سنوات.

انقباضة مجهولة في القلب وارتجافة في الأطراف شعرت بهما الأم وهي تلقي نظرة ما قبل النوم على صغيرها، هل ستراه مجددا، وهل ستهندم يوما بدلة زفافه، وهل ستحضر حفل تخرجه وتحمل حفيدها منه، كلها أسئلة جالت بخاطرها دون أن تعلم مصدرها، لكن قلبها حدثها بأن مكروها شديدا سيقع لا محالة، ورددت في نفسها «هتوحشني يا أدهم».

ارتفع أذان الفجر مكبرا بأن الصلاة خير من النوم، لكن عادة الأسرة التي تستيقظ للصلاة لم تحدث ولم يستيقظ أحد منهم، فقد كان الجميع في سبات عميق، إذ الأجساد جثث ممددة ..الأب ورضيعته في منور العقار، الأم وسط بركة من الدماء.. ماذا حدث لا أحد يعلم حقيقة الجريمة البشعة بعد.

الأرق والخوف من ضياع طابور المدرسة دفع «أدهم» للاستيقاظ من تلقاء نفسه، وكبوصلة الابن الفطرية اتجه من فوره إلى أمه ليوقظها ويختطف منها قبلات، لكن ما شاهده كان أبشع ما يمكن أن يتحمله قلب الصغير، مشهد دامِ اخرسه في الحال.. صدمة وصرخة مكتومة في الحلق وقدمان لا تقدران على أن تحملان جسده.. سقط الطفل للحظات مغشيا عليه وهو يحدق في بركة الدم وأمه التي تتوسطها، صرخاته للاستغاثة بوالده لم تجد صدى ولم يعلم الطفل أدهم أن والده أيضا جثة ملقاة في منور العقار بجوار شقيقته الرضيعة.

في النهاية، زحف الناجي الصغير من الموت نحو الباب ليستغيث بالجيران ويدخل بعدها في دوامة أخرى من الصدمة والذعر وفقدان أمه وأبيه وشقيقته، دون أن يفهم لماذا حدث وكيف نجا هو من الموت ومن قساة القلب الذين حولوا حياته للون الأسود .

على وقع بلاغ عاجل تلقته النجدة انطلقت قوات الأمن ورجال المباحث لمنطقة حدائق الأهرام حيث مسرح الجريمة، الصدمة تعلو الجيران والكل يتهامس بالمذبحة.. السيدات يعتنين بالطفل المشدوه عن أخره، بينما أجهزة الأمن انهمكت في فرض كردون أمني حول العقار وفحص الأدلة ورفع البصمات، كان الغضب يعلو وجوه رجال المباحث من هول الجريمة والحسرة التي سكنت الطفل وأقسموا أن الجاني لن يفلت بجريمته الشنيعة.

ربتات تلقاها الطفل أدهم من القيادات الأمنية، التي حضرت وكأنه وعد منهم بالقصاص لقتلة أسرته وتقديمهم للعدالة.

تحريات مباحث الجيزة كشفت في واقعة العثور على جثث 3 أشخاص لأسرة واحدة مقتولين داخل منور العقار الذي يسكنون فيه، أن طفلا ناجيا من المذبحة هو من اكتشف الواقعة وأبلغ الجيران بها الذين بدورهم أبلغوا رجال الشرطة.

التحريات أضافت أن الجناة قتلوا المجني عليهم وألقوا بجثتي الأب وطفلته الرضيعة داخل منور العقار، بينما تركوا الأم داخل الشقة، ولم يلاحظوا الطفل الذي باستيقاظه شاهد والدته غارقة في بركة من الدماء فاستغاث بالجيران.

كانت غرفة النجدة بالجيزة قد تلقت بلاغا يفيد بالعثور على 3 جثث داخل شقة بحدائق الأهرام وانتقل رجال المباحث إلى مسرح الحادثة، وتبين أن الجثث لـ3 أشخاص من أسرة واحدة، وجار تكثيف التحريات لكشف ملابسات الحادث.

بدورهم، انتقل خبراء الأدلة الجنائية لمناظرة الجثث، وإجراء معاينة للشقة التى شهدت الواقعة، كما انتقل فريق من النيابة للتحقيق، وبالعرض على مدير أمن الجيزة كلف فريق البحث بسرعة ضبط الجناة وتقديم الرعاية العاجلة للطفل.