باحث سياسي يكشف لـ ”الطريق”: لهذه الأسباب يحارب الأتحاد الأوروبي قضية اللاجئين

أكد المفوض السابق لشؤون الهجرة بالأتحاد الأوروبي ديميتريس أفراموبولوس، في الكلمة التي وجهها اليوم الأحد خلال جلسة تحديات الأمن والسلم الدوليين في منتدى شباب العالم، على ضرورة مواجهة الإرهاب والتطرف الذي تمارسه الجماعات المتطرفة في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن هذه الجماعات هي السبب الرئيسي وراء تدفق هجرة اللاجئين لمختلف دول أوروبا.
ووفقا لما أشار إليه "أفراموبولوس" في كلمته، فإن الجماعات المتطرفة المتمثلة في "داعش" وغيرها وبسبب عمليات القتل ضد الأبرياء والتخريب وهدم المنازل، فإنها تجبر أبناء المنطقة العربية على ترك منازلهم والنزوح لمختلف دول أوروبا، مما يؤثر سلبا على دول أوروبا من الناحيتين السياسية والإقتصادية، موضحا أنه ولهذه الأسباب يعمل الأتحاد الأوروبي على مواجهة تدفق اللاجئين العرب لدول أوروبا، وخلال السطور المقبلة سوف يكشف "الطريق"عن المخاطر السياسية والإقتصادية التي تتعرض لها دول أوروبا، والتي بسببها يحرص الأتحاد الأوروبي على مواجهة ظاهرة تدفق هجرة اللاجئين.
قال بهاء محمود باحث الشئون الأوروبية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه وعند التطرق للأزمات السياسية التي تواجه دول اوروبا بسبب تدفق هجرة اللاجئين لها،، نجد أنه وفي ظل وجود ممثلي اليمين المتطرف في دول أوروبا تعددت صور المواجهات مع اللاجئين من العرب الذين يهاجرون لدول أوروبا، علاوة على المواجهات مع اللاجئين المسلمين سواء كانوا عرب أو لا.
ونوه "محمود" في تصريحات خاصة أدلى بها لـ "الطريق"، أن المواجهات التي تحدث بين ممثلي اليمين المتطرف واللاجئين أيا كانت جنسياتهم أو عقيدتهم، تؤثر بشكل مباشر على قدرة الأحزاب السياسية في دول أوروبا، مشيرا إلى أن هناك صراعات بين ممثلي اليمين المتطرف وما يعرف بـ "الأحزاب العريقة"، مثل الإشتراكيين أو المحافظين، منوها أن هناك العديد من الحكومات التي فقدت مكانتها بسبب قضية اللاجئين، فعلى سبيل المثال خسر الحزب الحاكم في ألمانيا مكانته بسبب دعم المستشارة أنجيلا ميركل لقضية اللاجئين.
وأضاف "محمود" أن ألمانيا شهدت العديد من المشكلات بسبب تدفق اللاجئين كان من أبرزها، زيادة الهجمات الإرهابية، علاوة على إرتفاع نسبة التحرش بالفتيات في ألمانيا وهو ما حدث في 2016، ووقعت المسؤولية على عاتق ميركل بشكل أساسي، وبالتالي نتج عن كل ذلك العديد من الأزمات السياسية.
وتطرق باحث الشئون الأوروبية بهاء محمود في حواره مع "الطريق"، إلى المشاكل الاقتصادية التي تواجهها أوروبا بسبب تدفق اللاجئين، حيث نوه، أن اللاجئين يبدأوا في التدفق لدول أوروبا من خلال اليونان التي تعد من أكثر الدول الأوروبية التي تواجه مشكلات وأزمات إقتصادية عديدة، وهي غير قادرة على تحمل عبء اللاجئين من الناحية الاقتصادية.
وبحسب رؤية بهاء محمود، فإن كل من اليونان وإيطاليا من أكثر الدول التي تعاني اقتصاديا بسبب اللاجئين، مشيرا إلى أنه وبسبب قدراتهم الإقتصادية المحدودة، فإنهما يضطروا إلى وضع اللاجئين في الخيام، كما أن المشكلة تكمن في أن الدول الغنية في أوروبا لا تحاول مساعدة الدول الفقيرة المجاورة لها، لتحمل عبء اللاجئين وما يشكلونه من أزمات اقتصادية.