الطريق
الثلاثاء 21 مايو 2024 12:08 صـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

نوال مصطفى: إرث الأندلس هو من صنع الحضارة الأوروبية

الكاتبة نوال مصطفى
الكاتبة نوال مصطفى

استضاف جروب فنجان قهوة وكتاب والذي تديره شيريهان محمد الكاتبة الصحفية والروائية نوال مصطفى والتي تحدثت حول أعمالها الأدبية الصادرة مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية والمؤسسة العربية الحديثة.

وتحدثت شيريهان محمد حول الكاتبة نوال مصطفى ونوهت لدورها التوعوي في خدمة الكتابة سواء بعملها مستشارا ثقافيا لروايات مصرية للجيب او بصفتها كاتبة من العيار الثقيل.
وتابعت أن كتاب "يا دنيا يا غرامي" والذي صدر مؤخرا عن روايات مصرية للجيب لاقى الكثير من الاحتفاء سواء بالصحافة والإعلام أو من خلال القراء الذين تتابعت آرائهم على موقع "جود ريدز" حول العمل، وأيضًا حول مبيعات الكتاب المرتفعة.
وتحدثت الكاتبة نوال مصطفى وذكرت بأن نسبة البيع المرتفعة لكتابها يا دنيا يا غرامي وإقبال القراء عليه ربما كان للمادة التي جمعتها من خلال رحلتها الحياتية.
وأضافت عن كتابها يا دنيا يا غرامي:" هو كتاب أنا أحبه وفي الحقيقة توقعت أن تصل الرواية أسرع لقلوب القراء ولكن وصل الكتب أولا، وفي رأيي حدث هذا لأن كتاب "يا دنيا يا غرامي" تجارب حية من خلال مشواري الصحفي، وأنا دائما ما أقول إن الصحفي والكاتب يعيشان أكثر من حياة، لا تمر تفصيلة أمامه لا يتوقف عندها خصوصا لو لمسته من الداخل.
وواصلت: خلال رحلتي التقطت رحلات خاصة حول البشر، وأنا أحب الحوار الصحفي لأنني أحب الغوص في الشخصيات والتحاور معها، ووجدت لدي كما ضخما من الحوارات مع أناس نحبهم، وكلها حوارات عن الجانب الإنساني والشخصي، وهو الخط الأساسي الذي أعمل عليه، الإنسان داخل النجم الشهير، والكتاب ليس فقط حوارات ولكن مواقف غيرت نظرتي للحياة وغيرت مساري، تجربتي مع جمعية أطفال السجينات مثلا، حواري مع بنظير بوتو رئيسة وزراء باكستان والأيقونة المصرية الدكتور مجدي يعقوب والنجم عمر الشريف والكثير من أساطير الفن والكتابة.

وأكملت: القراء جعلوني أشعر أن الحكايات وصلتهم كما لو أنني أتحدث إليهم مباشرة، حتى نقاط الضعف التي تحدثت عنها بمنتهى البساطة، ما يخرج من القلب يصل للقلب مباشرة.

وواصلت:" اسم يا دنيا يا غرامي مماثل لحالة الكتاب ويرجع بالقارئ للزمن الجميل، ويا دنيا يا غرامي هو عنوان أغنية لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وتقوم بعمل نوستالجيا جميلة وكلنا لنا نفس الشعور وتجعلنا نفكر في التفاصيل الجميلة التي عشناها، ولا بد أن أشكر مصمم الغلاف حسام كامل وهو يعمل في المؤسسة العربية الحديثة، وروايات مصرية للجيب، والغلاف من عوامل الجذب الجميلة للكتاب، حتى الفواصل بين الشخصيات من تصوره، وبذل مجهودا كبيرا في الكتاب لأنه أحبه فأبدع في التصميم الداخلي والخارجي له.
وانتقلت نوال مصطفى للتحدث حول روايتها الصادرة حديثا عن الدار المصرية اللبنانية تحت عنوان "وكأنه الحب"، وعن الحالة الإنسانية والرومانسية للبطلة مليكة، تقول:" أنا مؤمنة بالحب، مؤمنة أنه يتجاوز كل شيء، وهو مفتاح كبير للنجاح والعمل، والحب ليس له معنى واحد أو العلاقة بين الرجل والمرأة، لكن الحب معنى سامي والحب طاقة تجعل الإنسان أفضل في كل شيء وتجعله يرى الدنيا بمنظور مختلف ويرى الجمال حتى في أصعب المواقف، أنا شغفي من بداياتي وطفولتي إنني أنظر للإنسان من الداخل، كلنا نرى المظهر الخارجي لكنني التقط اللحظات الخاصة في حياة البشر وترجمتها في كل كتاباتي الأدبية والصحفي.
وتكمل:" أحيان كثيرة تعتقدي أن هناك إنسان سعيد ولكن تكتشفي بالحوار من دائرته الإنسانية أنه تعيس رغم المال والجاه والسلطة، معه كل شيء لكنه يفتقد الحب، أنا سعيدة أنها السمة التي تغلب على كل كتاباتي، وفي رأيي نحن وصلنا لكل الصراعات الدموية في العالم لأننا افتقدنا الحب والمشاعر الإنسانية مع البشر أصبحت قلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة، كل الصراعات وأقربها لقلوبنا ما يحدث في غزة منبعه الكراهية والسواد والتعصب والبعد عن الإنسان، لو نظرتي لأي قضية شخصية، سترين أننا نفتقد هذا الشعور ونصل لكوارث لأننا لا نرجع لفطرتنا في أن نكون بشر حقيقيين.

وواصلت: وكأنه الحب رواية غالية علي قلبي لأنني سافرت خصيصًا إلى إسبانيا من أجلها سافرت لغرناطة وأشبيلية وقرطبة ودخلت كل الأماكن التي بها بصمات وآثار أقدام ورائحة العرب أجدادنا في فترة حكم العرب للأندلس والتي استمرت 7 قرون، دخلت الماسكيتا والقصور الحمراء ورأيت الخطوط العربية والآيات القرآنية وكيف أقشعر جسدي وأصبحت لدي رغبة في البكاء، وتذكرت قول نزار قباني "تبكي على أمجاد تحولت إلى حطام" وذلك نتيجة الصراعات وحب السلطة لكن زرت هذه المدن وتجولت فيها ورأيت آثار العربي وكان لدي شعور مختلط بالفخر والحزن في آن واحد، وقرأت ما كتب في هذه الفترة، وبالرغم من أنها ليست رواية تاريخية لكنها تتكئ على هذه الفترة لأننا صنعنا حضارة في الأندلس، كل دعاية إسبانيا معتمدة على المدن الأندلسية.
وتابعت: المدن الأندلسية والدعاية السياحية مبنية على فترة العرب في الأندلس، ومعظم الوافدين يحبون رؤية حضارة أثرت في العالم كله، وعصر التنوير انطلق من الأندلس وحضارتها هي التي صنعت الحضارة الأوروبية، وحين كانت البطلة "ماليكا" تقرأ الكتب كانت تقرأ كيف أن الأندلس صنعت حضارة أوروبا، هذه الفترة المليئة بالثراء الفكري انطلقت من الأندلس، والشق الثاني في الرواية هو كيف أننا مررنا بفترات تحول بعد ثورة 2011 و 2013 وبداية عصر جديد فيه سيطر الفكر الظلامي واضطرابات 2013 وكل الخيوط اجتمعت داخل الرواية.

وردا على سؤال أن هناك 4 خطوط سردية تتناولهم الرواية، قالت نوال مصطفى: بالفعل هذه الخطوط تمثل قراءة جيدة جدا للرواية، وكما ذكرت هم دخول الشباب للتطرف وتأثير ثورة يناير على السياحة، وسفر البنات ومن داخلهم صراع الشرق والغرب وعدم الرهان على الانفتاح وسيطرة العادة والتقليد والمحور المقصود لتاريخ الأندلس في أسبانيا وكيفية محاولة محوه، هذه القضايا تشغلني وشغلني جدا كيف يتحول شباب كان ملئ بالأمل والطاقة ومرشح لكونه شباب رائع ومتفوق ويقود المجتمع إلى شباب منغلق ومهزوم ويمتلئ عقله بالفكر الظلامي وكلها قضايا تهمني ولا زلت أتساءل عن كمية الشباب الذي حدث له هذا التحول وكيف يغسل المتطرفون العقول لتصبح ظلامية.