الطريق
الخميس 9 مايو 2024 01:50 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

د .ايمن رفعت المحجوب يكتب عقد قران أبي

ا.د.أيمن رفعت المحجوب
ا.د.أيمن رفعت المحجوب


عاد رفعت المحجوب من باريس عام ١٩٥٣ بعد ان اتم بعثة الدكتوراة في جامعة السوربون و هو أول مصري يحصل على الدكتوراة فى الإقتصاد السياسي ، ليصبح احد أصغر المدرسين فى كلية الحقوق جامعة القاهرة بقسم الإقتصاد
و المالية العامة.

و بعد أيام قليله كلف رئيس القسم المالية العامة بكلية الحقوق د. رفعت المحجوب بتدريس مباديء علم الإقتصاد للفرقة الأولى بكلية الحقوق ، حيث وقع الاختيار على المحجوب لكونه شاب حديث الحصول على الدكتوراة فى الإقتصاد و أيضا يحمل دبلومين فى القانون و أتي من الخارج بالنظريات الجديدة فى علم الإقتصاد و القانون
( و هذا أمر نادر بكلية الحقوق لم يسبقه احد فيه الا القليل جدا) .

و فى اول يوم تدريس علم المحجوب من حاجب الكلية أنه سوف يدرس فى المدرج الرئيسي للكلية ( هذا المدرج الذي يتسع لألاف الطلاب و الذي تتلمذ فيه المحجوب و هو طالب ، هذا المدرج الذي جلس فيه سعد باشا زغلول و القي به رئيس الجامعة احمد لطفي السيد باشا محاضرات الشهيرة للطلبة ) و اليوم سوف يلقي المحجوب اول محاضرة له فى هذا المدرج مثلما فعل هؤلاء العظماء .

استعد المحجوب جيدا لأول محاضرة له و خرج من مكتبة
و اتجه إلى المدرج فى شموخ و عزة نفس ، و على باب المدرج وجد مجموعة من الفتيات تتظاهرن باسم الثورة
و الزعيم جمال عبد الناصر و الرئيس محمد نجيب و تطالبن بلقاء رجال مجلس قيادة الثورة لابدأ افكارهم فى تطوير مصر بعد الثورة ، كانت تتزعمهن فتاة فى مقتبل العمر عمرها لا يتجاوز ال ١٩ ) ......!!!!!!

فقال المحجوب باللغة العربية الفصحى؛
" تفرقن يا بنات .. تفرقن... فقد حان موعد الدرس....!!!"

و دخل المدرج و القي محاضرته الاولى فى علم الإقتصاد
و بعد انتهائه من المحاضرة ذهب إلى منزله.
و لكن والذي لم ينتهي هي نظرته الأولى من أسفل النظارة الطبية لتلك الفتاة زعيمة الطلبة و التي كان قد قصدها
و هو يقول.............. " تفرقن يا بنات ... تفرقن...."

فقد علقت فى ذهنه و لم ينسي وجهها المشرق المتحمس
و جمالها الطبيعي و روحها الثورة التي تنبض بالوطنية
و حضورها الخلاب....!!!!!

و ظل يتابعها و يراقبها عن بعد طوال العام الدراسي ،
و هي تحضر محاضراته و محاضرات غيره من الأساتذة ،
و هي فى المدرج و خارج المدرج ، حتي و هي فى كافتريا الكلية ، و فى اجتماعات الطلاب العلمية والسياسية ،
و هو لا يعرف اسمها او حتي دار بينه حدث فى خارج المناهج الدراسية للكلية ........!!!

و بعد ظهور نتيجة العام الدراسي الأول للمحجوب كاستاذ صغير و لتلك الفتاة الجميلة الطالبة بالفرق الاولى و التي تصدرت ترتيب الطلاب بالكلية ، قرر المحجوب ان يستجمع شجاعته وأن يذهب ليصارح تلك التلميذة و يفاتحها فى موضوع الارتباط بها ، و لكن لكون المحجوب دمث الخلق ، فضل أولا أن يرسل لها وسيط ، و كان هذا الوسيط هي فتاة أيضا و كانت تلميذة المحجوب و الان معيدة بالكلية اسمها عائشة راتب ( السيدة التي أصبحت فيما بعد أستاذ قانون دولى كبير ثم وزيرة للشؤون الاجتماعية و اخيرا سفيرة مصر فى الدنمارك و المانيا) رفيقة درب المحجوب لأكثر من أربعين عام من الصداقة و الاخوة والعمل الأكاديمي
و العمل العام .

ذهب المحجوب فى مطلع العام الدراسي الجديد إلى مكتب عائشة راتب و أخبرها بالموضوع من الاول إلى الآخر و قال لها انه قد وقع اختره عليها لمساعدة فى هذا الأمر، لكي لا يكون هناك حرج فى الحديث مع تلك الفتاة حيث انه لا يريد أن يقدم على الحديث معها بنفسه لانه لا اعرف رد فعلها ،
و ان كانت مرتبطه ام لا ، أو أن كانت تود الارتباط الان ،
ام تفضل أن تنتظر لحين حصولها على الليسونس ،
تلك امور محرجه( و السيدات اقدر على الحديث فيها من الرجال ) خاصه و هي مازالت طالبة فى الكلية و يخشى ان يؤثر ذلك على علاقتنهما كاستاذ و طالبة فى المستقبل فى حال رفضها للفكرة فى الوقت الحالى....!!!!!!

حاول ان يصف المحجوب الفتاة لعائشة راتب ، التي لم تتعرف عليها من وصف المحجوب الرومنسي، ولكن رحبت بالموضوع ابدت استعدادها التام ، إلا أنها نصحت المحجوب بالتروي حيث ان هناك فتاة اخري تعرفها و هي جميلة أيضا و على خلق و من اسرة كريمة قد تعرفت عليها عائشة راتب فى العام الدراسي السابق من خلال المحاضرات و الأسئلة
و اجتمعات الطلاب و قابلت أيضا أخيها الاكبر ( ولى أمرها ) و الذي يعمل ضابط مهندس فى القوات المسلحة المصرية
و هو من رجال الثورة الأوفياء ( هو المهندس محمد ابراهيم صبحي الذي اصبح فيما بعد رئيس هيئةالبريد المصري
و رئيس هيئةالبريد العالمي بالامم المتحدة فى سويسرا لاكثر من عشرين عام ) ، اقترحت على رفعت المحجوب فكرة عدم الاستعجال و اخز الوقت فى الاختيار بين هذه وتلك و عدم التعجل ، فقد يكون الخير فى أحدهما...........!!!!!

وافق المحجوب على مضض ، و ذلك لثقته الكبيرة فى رأى عائشة راتب الاخت والزملية ذات العقلية المستنيرة ، إلا أن قلبه قد رق لتلك الفتاة التي وقع فى حبها من اول نظرة فى العام الماضي ، و لكن قال لنفسه قرار الزواج هو مزيج بين العقل و والقلب معا....!!!!!

واستشار نفسه و قال لننتظر و نري ما سوف تأتي به عائشة فقد يكون الله له ترتيب اخر لي افضل من اختياري.

و أتفق المحجوب مع عائشة راتب أن يتقابلان بعد المحاضرات فى كافتريا الكلية لكي يري الفتاة التي ترشحه
له عائشة راتب ، و ان كان فى نفسه من الداخل يفضل اختيارة هو....!!!!!
و فى تمام الساعة الثالثة عصرا خرج المحجوب من مدرجة
و خرجت عائشة راتب من غرفة المعدين و تقابلى فى بهو الكلية و اتجها إلى كافتيريا الكلية و هناك كان يجلس طلاب الكلية من شباب و فتيات ، و راحت عيون المحجوب تبحث عن الفتاة التي شغلت قلبه و عقله ، و راحت عيون عائشة راتب تبحث عن الفتاة الجميلة التي وعدت المحجوب بأن تقدمها له.

و بعد أقل من دقيقة اشار المحجوب على الفتاة واشارة عائشة راتب على نفس الفتاة حيث أراد الله أن تكون تلك الفتاة هي نفس الفتاة التي رشحتها عائشة راتب للمحجوب دون أن تعرف ان قد اختارها قبلها بقلبه ، وهى الطالبة سهام إبراهيم صبحي الطالبة بالفرق الثانية كلية الحقوق جامعة القاهرة تلميذة المحجوب و التي أصبحت زوجته و ام اولادة .

و كان كثيرا ابي رفعت المحجوب يداعب امي سهام امام الأصدقاء من أساتذة الجامعة بقولة :
الم يكن افضل لك يا زوجتي الحبيبة ان تكملى رسالة الدكتوراة ، كان زمانك الان استاذة مثلى و مثل عائشة راتب
و تدرسي معنا فى الجامعة ، فقد كنتي دوما من أوائل الكلية ، بدل من العمل كمحاميه بالجامعة العربية .....!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟

فكانت امي ترد عليه امام الجميع بكل فخر و عزه و تقول؛
ان كنت انت قد حصلت على عدد 1 دكتوراة فى الإقتصاد
و القانون ..........!!!!!!!
انا المحامية سهام إبراهيم صبحي؛
حصلت على ليسانس حقوق مع مرتبة الشرف
و فوقهم عدد 4 دكتوراة أولادي :
ا.د. امنية رفعت المحجوب
أستاذ بطب القصر العيني
ا.د. ايمان رفعت المحجوب
أستاذ بطب القصر العيني
ا.د. ايمن رفعت المحجوب (ديك البرابر)
أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية
و اميرة رفعت المحجوب( آخر العنقود )
ان شاء الله ا.د مثل أخواتها .

فكان يرد المحجوب أمامنا و امام الأصدقاء من اساتذة الجامعة و الوزراء و يقول ؛
و ما العيب فى ان اعترف ،
والله صدقت سهام هانم و أخطأ رفعت المحجوب
ودع رفعت المحجوب زوجته و حبيبة عمرة ، امي الغالية
فى عام ١٩٨٦ إلى الجنة إن شاء الله ،
و اختارة الله لحق بها كشهيد فى اكتوبر من عام ١٩٩٠

رحم الله امي المحامية
سهام إبراهيم صبحي
و ابي عملاق علم الاقتصاد
و أسد البرلمان المصري
رفعت المحجوب
و الدكتورة عائشة راتب
و خالى الغالى المهندس محمد ابراهيم صبحي
و اسكنهم جميعا فسيح جناته