الطريق
الإثنين 20 مايو 2024 02:26 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

وزير الخارجية الأمريكي عن حرب أكتوبر: «كنا على قناعة منذ اللحظة الأولى بأننا سنعيد الوضع ولكننا فشلنا»

هنري كيسنجر
هنري كيسنجر

لم يكن انتصار حرب 6 أكتوبر مجرد انتصار عاديًا، اعترف الإسرائيليون بأنها كانت حربًا ليس لها مثيل حيث تمكن الجيش المصري من خداعهم وتحقيق النصر بقوة إرادته، تلك الحرب كانت نتيجة لعزم مصر على استعادة أراضها المحتلة من أيديهم قبل الاستفادة من ثوراتها.

وفي هذا الشأن تستعرض «الطريق» تصريحات هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، الملقب بـ «الثعلب العجوز» لـ صحيفة «جيروزاليم بوست» عن حرب 6 أكتوبر.

أحد اخفاقات المخابرات الإسرائيلية

قال هنري كيسنجر إن أحد اخفاقات المخابرات الإسرائيلية هو أنهم لم يأخذوا حديث الرئيس أنور السادات على محمل الجد، مشيرًا إلى أن كان لديه جولتين من المحادثات السرية الأولى مع مستشار الرئيس السادات للأمن القومي والثانية في فرنسا والآخرى في الولايات المتحدة

وأضاف خلال تصريحاته لـ صحيفة «جيروزاليم بوست» أن هذه المحادثات كانت لبحث إمكانية بدء تحريك عملية سلام، وكانوا يعتزموا البدء بها بعد الانتخابات الإسرائلية في نهاية شهر أكتوبر، ولكن السادات الذي تولى بعد ناصر عام 1970 كان لسنوات يهدد.

وتابع: " الحقيقة عندما قابلني مستشاره للأمن القومي للمرة الأولى قدم عرضه وفي نهايته قال إذا نجحنا فأن الرئيس سيدعوك إلى القاهرة، وأنا كتبت ملحوظة صغيرة لأحد مساعديني ليجلس إلى جواري، وقلت أنه له ليس من المهذب أن أسأله وما هي الجائزة الثانية".

خداع المصريين للأمريكين والإسرائيلين

واستكمل كيسنجر حديثه عندما تولى وزارة الخارجية الأمريكية:"عندما أصبحت وزير الخارجية في نهاية سبتمبر في أسبوعين قبل بداية الحرب وجدت أن لدى وزارة الخارجية وحدة أبحاث مخابراتية، ولم أكن على علم بها لذا حضرت يوم الأحد الأول لي كوزير لقراءة بعض تقاريرهم".

وأوضح: " لاحظت أن هناك بعض الجنود السوريين والمصريين ولكن كانت تقارير الاستخبارات الإسرائيلية كانت طبيعية لأنهم كانوا يكررون كل يوم نفس الشيء.. شعرت بعدم الارتياح إزاء تطور الوضع، ولكن لم تكن هناك أخبار تدعم مخاوفي".

ولفت إلى الأيام التي سبقت اندلاع الحرب: " تراكمت عدة أخبار عن تمركز قوات كبيرة غرب قناة السويس وفسرها قادة الجيش على أنها جزء من المناورة، لأنهم كانوا مقتنعين أن المصريون لا ينون شن هجوم، ولكنني كنت غير مرتاح".

محاولات لتهدئة الحرب بين مصر وإسرائيل

وروى كيسنجر محاولتهم لإيقاف النصر على إسرائيل: "في يوم الجمعة الذي سبق بدء الحرب تلقينا معلومات تفيد بأن الروس انسحبوا من الشرق الأوسط لذلك بدأنا في بذل جهود لتهدئة الوضع من خلال إرسال رسالة للمصريين ولكن لا أعرف إذ كنا قد أرسالنا رسالة إلى رسوريا أم لا ولكن قولنا بالفعل بأننا سنبذل جهدً دبلوماسيًا".

ويقول كيسنجر عن محاولتهم للتخطيط للحرب: " قمت بتجميع ما نسميه مجموعة واشنطن للعمل الخاص واجتمعنا لاتخاذ قرار بشأن الاستراتيجية كان القرار هو استغلال الهجوم المصري للترويج للعملية السياسية، كنا نظن أنه في غضون أيام سيصل الجيش الإسرائيلي إلى الإسكندرية قبل أن يصل المصريين إلى سيناء".

محاولات إسرائيل لتخطيط للحرب

وذكر كيسنجر عن يوم نهاية القتال حيث قال: "عندما اقترب وقت الظهر من يوم الأحد كان الجيشين المصري والسوري قد أحرزا تقدما كبيرا، لكننا صممنا منذ البداية على منع النصر العربي ولم نتوقع أن القوات المصرية تقدمت بهذه السرعة وحققت الانتصار".

قناعة إسرائيل للإنتصار

وأشار: " لقد كنا على قناعة تامة منذ اللحظة الأولى بأننا سنعيد الوضع إلى ما كان عليه، ولكن بحلول نهاية اليوم الأول كان من الواضح أن الجيوش المهاجمة قد حققت تقدما واسع النطاق"، مؤكدا: "مشهد المعركة كان مختلفا تماما عما تخيله الخبراء الأمريكيون عندما أصبحت أنباء الهجوم المصري معروفة".

وصرح كيسنجر: "في الأيام الأولى من الحرب فقدت إسرائيل ما يقرب من 200 مقاتل يوميًا وأسر العديد من جنود الخط الأول من قبل مصر، ولم يكن لدى القوات الجوية الإسرائيلية في وقتها رد مناسب على الصواريخ المضادة للطائرات من طراز "SA6" سوفيتية الإنتاج".

اقرأ أيضا: بعيون صناع النصر.. كيف حطم المصريون الأسطورة الإسرائيلية في 6 ساعات؟