الطريق
الخميس 9 مايو 2024 02:06 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ذكري الحادي عشر من سبتمبر كابوس العرب

مختار القاضى مساعد الامين العام للسياسات لحزب ابناء مصر
مختار القاضى مساعد الامين العام للسياسات لحزب ابناء مصر

ستظل ذكرى الحادي عشر من سبتمبر والتي إنهار فيها برج التجارة العالمي باستخدام طائرات ركاب مدنية كما تم استهداف مقر البنتاجون الأمريكي وغيرها من الأحداث التي أصبحت زريعة لتدخل أمريكا والغرب في شئون الدول العربية.

الربيع العربي ذلك الكابوس الذي راح ضحاياه ملايين من العرب مابين قتيل وجريح ومشرد وخلفت الثورات العربية الملايين من الأرامل واليتامى بفعل الصراعات الداخلية والحروب الأهلية وولاء بعض الدول لدول كبرى تأتمر بأوامرها وتخضع لسيطرتها وتنفذ أجنداتها الخاصة من مخططات تستهدف المدنيين والاستيلاء على الثروات وتفتيت الدول.

بدأت المخططات بالحرب على العراق وإلقاء القبض على الرئيس العراقي صدام حسين ثم تقديمه المحاكمة وإعدامه علنا في أول أيام عيد الأضحى المبارك .

بدأت بعد ذلك الثورة التونسية ثم الثورة المصرية فالسورية وهكذا نهبت ثروات العرب وسالت دماء شعوبهم على أطراف الطرق والميادين وساحات القتال وسرقه النفط الخام واستنزاف الثروات مستمر سواء علنا أو في الخفاء .

امتلأت البلدان الغربية باللاجئين من العرب وكذلك الهجرات غير الشرعية ولم يهتز الضمير العالمي للدماء العربية التي تراق يوميا وعلنا بل لقد أمتد الأمر إلى الاغتيالات السياسية واستهداف وقتل القادة العرب الذين اعترضوا أو أبدوا عدم موافقتهم على تلك المخططات التى راح ضحيتها الشعوب والثروات والكرامة والتاريخ .

تم نهب آثار العراق وتهريبها للخارج واستولت أمريكا على النفط كما استولت تركيا على مياه انهار بلاد الرافدين .

ولا تزال الصراعات مستمرة ولا تستطيع الدول الكبرى وقفها لأنها على مزاجها ولمصلحتها دون مراعاة للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان أو للقوانين والدساتير لكل دوله .

الأمر لم يتوقف على ذلك فقد استعانت أمريكا بعملائها ومكنتهم من الوصول إلى السلطة في بعض الدول وذلك لتنفيذ أهدافها وتحقيق رغباتها دون أن تراق دم جندي أمريكي واحد .

كان الحادي عشر من سبتمبر هو المسرحية التي قامت أمريكا ببطولتها وتمكنت من خلالها من السيطرة على المنطقة الغربية سواء بالطرق العسكرية أو الاقتصادية أو باستخدام الجماعات الإرهابية مثل داعش التي عاشت في الأرض فسادا لتحرق الأخضر واليابس وتقتل وتأسر وتسفك الدماء وتستولي على الأراضي بما يسمى بحروب الجيل الرابع.

في الفوضى التي اجتاحت الكثير من الدول نتاج الصدمة التي سببتها الثورات العربية والتي أدت إلى تأكل الاقتصاد وبوار الأراضي وانتشار المجاعات والهجرات والجرائم بشتى أنواعها ولا تزال حتى الآن فلا العراق عاشت في سلام ولا ليبيا استقرت ولا تونس نهضت والتجديد تحت الشمس لأمتنا العربية التي أصبحت تنوء تحت الضغوط الغربية لإثارة الفوضى وقتل الأبرياء وسرقه مقدراتهم.

القانون الدولي ومنظمه الأمم المتحدة فشلوا فشلا زريعا أو تظاهروا كذلك في حل هذه النزاعات أو وقف الحروب الناشبة بالمنطقة الغربية لأنها لمصلحتهم فهم يذدادون قوة والعرب يذدادون ضعفا لتنمو تجارة السلاح والمخدرات والآثار والرقيق الأبيض وغسيل الأموال نتيجة الفساد الذي أنتشر في هذه الدول بفعل التعاون مع الغرب وتحقيق أهدافه الغير مشروعه فتراجعت قوه الكثير من الدول العربية بفعل الحروب وذادت القوى الغربية غشامة وبأس وشدة.

الحروب في المنطقة العربية صارت إقليمية وسالت الدماء العربية على يد العرب بعضهم بعض الأمر الذي يستوجب حل هذه النزاعات والجلوس على مائدة المفاوضات واللجوء إلى الطرق السلمية لوقف هذه الحروب المستعرة التي عانى من الكثيرون وكل يوم تزداد وطأتها ويرتفع عدد ضحاياها