الطريق
الخميس 9 مايو 2024 11:48 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

دكتور أحمد خضيري يكتب: ”فعل أفضح.. فى طريق أعم”

أصحاب واقعة الفعل الفاضح
أصحاب واقعة الفعل الفاضح

نعم هو فعل فاضح، هو سلوك خارج، هى جريمة مؤثمة، وجريمة معاقب عليها جنحت بفاعليها الشاب والفتاة عن استواء الخلق واستقامة الفعل، لتعصف بهما شهوتهما وقد ألهبتها الرغبة الجامحة وأججتها وساوس الشيطان، فيأتيان من الفعل علنا ما يستحى منه سرا، إلا أن قليلا من الحياء الحاضر فى وجدانهما وكثير من الخوف المهدد للذتهما لم يمنعهما من ذلك الفعل تحت ستار زائف صوره لهما الشيطان فجعلهما ينخدعان بأن الانزواء اختفاء، ومنحنى الطريق احتماء، فافترشا جانبا من الطريق مستسلمين لنداء المتعة فى وضح النهار بلا حوائل أو أستار، وقد غرتهم أمانيهم وظنوا أن تيقظهم وانتباههم وسرعة ردة فعلهم ستكون لهم سترا من السيارات العابرة من حين لآخر وأنهم إذن بمأمن عن أعين العالم، ولا يعلمون أن عينا واحدة ترقبهم فى ترصد لهم، وقد سبق إصرارها فى أن تجعل كل العالم يراهم.

مجرد نزوة شابة حدثت على غرة من أسر واثقة، أو مقصرة أو غائبة، تنطوى على فعل لا أبرئه أبدا من النبذ أو التأثيم أو التجريم، وإنما كان من الممكن أن يتوقف بصحوة ضمير أو وقفة صادقة مع النفس من أحد الشابين أو كليهما فيتوارى الفعل ويتلاشى أثره من صحيفة الشابين بالتوبة ومن ذاكرتهما بالنسيان.

إلا أن نفس معتلة مريضة، لا تريد إصلاحا وإنما تريد هتكا وتقبيحا وتشويها وافتضاحا، ترصدت الفاعلين المنشغلين بإنهاء المهمة المثيرة الممتعة، وأوقعت بهم موثقة فعلهم، فساقها اعتلالها لا إلى نصح أو حتى زجر وإنما إلى فعل أكثر فضحا فى طريق من العمومية أن يراه الملايين من البشر وذلك بنشر الواقعة على منصات التواصل الاجتماعى.

تلك الفعلة الأقبح قصدا، والأبشع أثرا، والأخطر نتيجة، فقصدها القبيح هو الفضح وهتك الستر، وأثرها البشع هو الاغتيال المعنوى لشابين وعائلتين، ونتيجتها الخطرة هى تلك الوصمة التى ربما لا يمكن للنسيان أن يمحها من ذاكرة المجتمع.