انتخابات أمريكا.. ساندرز يدعم الفلسطينيين ويفتح النار على إسرائيل

"عودة السفارة الأمريكية لتل أبيب وإنصاف القضية الفلسطيينة".. كانت تلك كلمات مرشح الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز، حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، المزمع إجراؤها 3 نوفمبر القادم.

تصريحات ساندرز أثارت علامات الاستفهام داخل المجتمع الأمريكي عامة، واللوبي الصهيوني خاصة، لا سيما أن تلك الخطوة قد تقلل فرص فوزه في الانتخابات القادمة، وتعطي مجالا أكبرأمام دونالد ترامب لفترة انتخابية جديدة.

ساندرز يتعهد بمخالفة ترامب

المرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة الأمريكية بيرني ساندرز، حاول أن يلفت الانتباه له، نظرًا للمنافسة المرتقبة أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال التأكيد حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، على التراجع عن الخطوة التي اتخذها ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإعادتها مجددا إلى تل أبيب.

اقرأ أيضا: ترامب يهنىء ساندرز بفوزه في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين بنيفادا

ساندرز يهاجم نتنياهو

وحرص ساندرز في بداية حملته الانتخابية على نيل بطاقة الحزب الديمقراطي للترشح للرئاسة، من خلال التفاخر بيهوديته، ومشاركته في "كيبوتس إسرائيلي".

لم يكتف بذلك، بل عكف على مخالفة قرارات دونالد ترامب التي تصب في صالح إسرائيل في المقام الأول، وذلك بتوجيه هجوم مباشر ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفا إياه بـ"العنصري الرجعي"، معلنا فيا لوقت ذاته رفضه "الظهور أمام اللوبي المؤيد لإسرائيل"، مؤكدا أنه منصة للتعصب الأعمى.

ساندرز ينصف الفلسطينيين

التصريحات النارية لساندرز ضد الكيان الإسرائيلي، تبعها المطالبة بضرورة تقليص المساعدات التي تقدمها واشنطن لإسرائيل، وإعادة ضخها للفلسطينيين، مشيرا إلى أنه لكونه يهودي، سيكون من الصعب في حال فوزه تجاهل المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

رد إسرائيلي

ويبدو من الصعب التزام إسرائيل الصمت حيال التصريحات التي أدلى بها بيرني ساندرز، خاصة في ظل مساعي إجهاض كافة الجهود التي تبذلها تل أبيب، لترسيخ تواجدها بفلسطين حال فوزه بالرئاسة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أبدى غضبه من تصريحات المرشح الديمقراطي، مؤكدا أن ساندرز أخطأ عندما وصفه بالعنصري.

تصريحات خطيرة

من جانبه هاجم زير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس،تصريحات بيرني ساندرز، معتبرا أنها خطيرة وصادمة، مؤكدا: "الذين يدعمون إسرائيل لن يدعموا ترشيح ساندرز للرئاسة بعد هذه التصريحات".

وأضاف كاتس، "ساندرز له تاريخ طويل في مهاجمة إسرائيل، والأمور الأكثر قداسة لهويتها وأمنها القومي".

اقرأ أيضا: ترامب وساندرز.. معركة ”الثلاثاء الكبير” قد تحسم السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض

تجاهل اللوبي اليهودي

الدكتور ناصر مأمون عيسي الباحث السياسي المتخصص في العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أكد أن
التصريحات التي أدلى بها بيرني ساندرز تدل على أنه "خانه التوفيق"، مشيرا إلى أنه حاول التأكيد على اختلاف جذري عن السياسة التي يتبعها دونالد ترامب كنوع من التمييز.

قوة اللوبي اليهودي

وأشار الباحث السياسي في تصريحات خاصة لـ"الطريق" إلى أن تصريحات ساندرز تكشف تجاهله للوبي اليهودي، المعروف بمدى قوته وتغلغله في أروقة الحكم الأمريكي، موضحًا أن المقرات السيادية في الولايات المتحدة تقع في قبضة اللوبي اليهودي، وتصريحاته سوف تقوي الجهة التي سيقف معها ممثليه.

تعاطف اللوبي العربي

ويرى الباحث السياسي ناصر مأمون، أن بيرني ساندرز يحاول من خلال هذه التصريحات كسب تعاطف اللوبي العربي، لكنه لم ينتبه أنه غير مؤثر في مجريات الأمور، وليس له دور في تحريك الرأي العام في الولايات المتحدة.

وتابع: "ليس أمام ساندرز سوى طريقين، إما خلق المبررات التي جعلته يدلي بهذه التصريحات أو الانسحاب"، مؤكدا أنه إذا استمر بعد الإدلاء بهذه التصريحات فإنه سيفشل في مواجهة ترامب".